القربى. وكذلك هم من أعظم الطوائف تكذيباً بالصدق، فيكذّبون بالصدق الثابت المعلوم من المنقول الصحيح والمعقول الصريح.
فهذه الآية - ولله الحمد - ما فيها من مدحٍ فهو يشتمل على الصحابة الذين افترت عليهم الرافضة وظلمتهم، فإنهم جاءوا بالصدق وصدَّقوا به، وهم من أعظم أهل الأرض دخولاً في ذلك، وعليّ منهم، وما فيها من ذمٍّ فالرافضة أدخل الناس فيه، فهي حجة عليهم من الطرفين، وليس فيها حجة على اختصاص عليّ دون الخلفاء الثلاثة بشيء، فهي حجة عليهم من كل وجه، ولا حجة لهم فيها بحال.
الفصل الثالث والعشرون
الرد على من يثبت الإمامة لعلي بقوله إنه خصّ بفضيلة تأييده للرسول صلَّى الله عليه وسلَّم دون غيره من الصحابة
قال الرافضي:"البرهان الثالث والعشرون: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62] ."
من طريق أبي نُعيم عن أبي هريرة قال: مكتبو على العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي أيدته بعليّ بن أبي طالب، وذلك قوله في كتابه: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} ، يعني بعليّ [1] . وهذه من أعظم الفضائل التي لم تحصل لغيره من الصحابة، فيكون هو الإمام.
والجواب من وجوه: أحدها: المطالبة بصحة النقل. وأما مجرد العزو إلى رواية أبي نُعيم
(1) قال أبو عبد الرحمن: ذكر أبو نعيم في"حلية الأولياء"ج 3 ص 27 - بلفظ آخر: عن أبي الحمراء صاحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: رأيت ليلة أُسري بي مثبتاً على ساق العرش، أنا غرست جنة عدن، محمد صلَّى الله عليه وسلَّم صفوتي من خلقي، أيدته بعلي.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث يونس عن سعيد بن جبير لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وذكر الهيثمي هذه الرواية في:"مجمع الزوائد"جص 121 ولكن بلفظ مقارب وقال: رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت وهو متروك. وأيضاً ابن الجوزي في"العلل المتناهية"ج 1 ص 237 وقال: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: أحمد بن الحسن الكوفي يضع الحديث. قال الدارقطني: متروك.