فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 363

الإسلام وأقل، بخلاف عليّ، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خير من الذين أبغضوا أبا بكر وعمر، بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون عليّاً، وإن كانوا مبتدعين ظالمين، فشيعة عليّ الذين يحبونه ويبغضون عثمان أنقص منهم علماً وديناً، وأكثر جهلاً وظلماً.

فعُلم أن المودة التي جُعلت للثلاثة أعظم.

وإذا قيل: عليّ قد ادّعِيت فيه الإلهية والنبوة.

قيل: قد كفّرته الخوارج كلها، وأبغضته المروانية. وهؤلاء خير من الرافضة الذين يسبّون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فضلاً عن الغالية.

الفصل الثالث عشر

الرد على من يثبت الإمامة لعليّ باعتماده على مقولة: بك يا علي يهتدي المهتدون

قال الرافضي:"البرهان الثالث عشر: قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] من كتاب"الفردوس"عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أنا المنذر وعليّ الهادي، بك يا عليّ يهتدي المهتدون. ونحوه رواه أبو نُعيم، وهو صريح في ثبوت الولاية والإمامة".

والجواب من وجوه:

أحدها: أن هذا لم يقم دليل على صحته، فلا يجوز الاحتجاج به. وكتاب"الفردوس"للديلمي [1] فيه موضوعات كثيرة أجمع أهل العلم على أن مجرد كونه رواه لا يدل على صحة الحديث، وكذلك رواية أبي نعيم لا تدل على الصحة.

الثاني: أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث [2] ، فيجب تكذيبه ورده.

(1) هو أبو شجاع شيروية بن شهردار بن شيروية بن فنا خسرو الديليم الهمدذاني، مؤرخ ومحدّث، ولد سنة 445 وتوفي سنة 509، له كتاب"فردوس الأخيار"كتاب كبير في الحديث، اختصره ابن شهردار ثم اختصر المختصر ابن حجر العسقلاني.

انظر ترجمته في: طبقات الشافعية (7/ 111 - 112) (وقال: وكان يلقب إنكيا) ، الأعلام (3/ 268) ، معجم المؤلفين (4/ 313) ، كشف الظنون (1254) .

(2) روى الطبري هذا الحديث الموضوع في تفسيره (ط. المعارف) 16/ 357 فقال:"حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدثن معاذ بن مسلم بيّاع الهروي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت:"إنما أنت منذر ولكل قومٍ هادٍ"وضع صلَّى الله عليه وسلَّم يده على صدره، فقال: أنا المنذر"ولكل قوم هاد"وأومأ بيده إلى منكب عليّ، فقال: أنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون بعدي".

قال أستاذي الأستاذ محمود محمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث الموضوع:"والحسن بن الحسين الأنصاري العرني"كأنه قيل له:"العرني"لأنه كان يكون في مسجد"حبة العرني"، كان من رؤساء الشيعة، ليس بصدوق، ولا تقوم به حجة. وقال ابن حبان:"يأتي عن الأثبات بالملزقات، ويروي المقلوبات والمناكير".

مترجم في ابن أبي حاتم (1/ 2/6) ، وميزان الاعتدال (1/ 225) ، ولسان الميزان (2/ 198) .

ومعاذ بن مسلم بياع الهروي، لم يذكر بهذه الصفة"بياع الهروي"في غير التفسير، والهروي ثياب تنسب إلى هراة. وجعلها في المطبوعة:"حدثنا الهروي"فأفسد الإسناد إفساداً.

ومعاذ بن مسلم مجهول، هكذا قال ابن أبي حاتم، وهو مترجم في ابن أبي حاتم (4/ 1/248) ، وميزان الاعتدال (3/ 178) . وجعلها في المطبوعة:"حدثنا الهروي"فأفسد الإسناد إفساداً.

ومعاذ بن مسلم مجهول، هكذا قال ابن أبي حاتم، وهو مترجم في ابن أبي حاتم (4/ 1/248) ، وميزان الاعتدال (3/ 178) ، ولسان الميزان (6/ 55) .

وهذا خبر هالك من نواحيه، وقد ذكره الذهبي وابن حجر في ترجمة"الحسن بن الحسين الأنصاري"قالا بعد أن ساقا الخبر بإسناده ولفظه، ونسبته لابن جرير أيضاً؛"معاذ نكرة، فلعل الآفة منه"، وأقول: بل الآفة من كليهما: الحسن بن الحسين، ومعاذ بن مسلم". وانظر ما ذُكر عن هذا الحديث في"مختصر التحفة الإثني عشرية"ص 157."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام