ونقل الأثرم في"سننه"عن أحمد أن العباس سأله عن حسين الأشقر، وأنه حدّث بحديثين:
أحدهما: قوله لعليّ: إنك ستعرض على البراءة مني فلا تبرأ.
والآخر: اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه، فأنكره أبو عبيد الله جداً، لم يشك أن هذين كذب.
وكذلك قوله: أنت أولى بكل مؤمن ومؤمنة، كذب أيضاً.
وأما قوله:"من كنت مولاه فعليّ مولاه"فليس هو في الصحاح، لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنُقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعَّفوه، ونُقل عن أحمد بن حنبل أنه حسَّنه كما حسَّنه الترمذي. وقد صنَّف أبو العباس بن عُقْدَة مصنَّفاً في جميع طرقه [1] .
وقال ابن حزم [2] :"الذي صح من فضائل عليّ فهو قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:"
(1) أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عُقْدَة الكوفي، ولد سنة 249 وتوفي سنة 333، كان يميل إلى رأي الشيعة وكان يملي في"مثالب الصحابة"ولم يذكر سزكين كتابه الذي صنّفه عن هذا الحديث. انظر: لسان الميزان (1/ 263 - 266) ؛ معجم المؤلفين (2/ 106) ؛ الأعلام (1/ 198) ، سزكين (م 1 ج 1، ص 361) .
(2) في"الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4/ 224) .