من الأحاديث الموضوعات، كالحديث الذي يرويه في أول كل سورة عن أبي أمامة في فضل تلك السورة، وكأمثال ذلك .. ولهذا يقولون:"هو كحاطب ليل".
وهكذا الواحدي [1] تلميذه، وأمثالهما من المفسرين: ينقلون الصحيح والضعيف.
ولهذا لما كان البغوي [2] عالماً بالحديث، أعلم به من الثعلبي والواحدي، وكان تفسيره مختصر
(1) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عليّ الواحدي، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (18/ 340 - 341) : صنف التفاسير الثلاثة:"البسيط"و"الوسيط"و"الوجيز". وبتلك الأسماء سمى الغزالي تواليفه الثلاثة في الفقه. ولأبي الحسن كتاب"أسباب النزول"و"كتاب التحبير في الأسماء الحسنى"و"شرح ديوان المتنبي". وكان طويل الباع في العربي واللغات ... وقيل: كان منطلق اللسان في جماعة من العلماء ما لا ينبغي.
وقال عنه ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (4/ 104) : كان أوحد عصره في التفسير. كان إماماً عالماً بارعاً محدثاً ...
وانظر ترجمته في: معجم الأدباء (12/ 257) ، الكامل لابن الأثير (10/ 101) ، وفيات الأعيان (3/ 303) ، البداية والنهاية لابن كثير (12/ 114) ، طبقات المفسرين للسيوطي (23) ، طبقات المفسرين للداودي (1/ 387) ، شذرات الذهب (3/ 330) . (م) .
(2) هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (19/ 439) : الشيخ الإمم، العلامة القدوة الحافظ، شيخ الإسلام، محيي السنة. وقال ص 441: وكان سيداً إماماً، عالماً علامة، زاهداً قانعاً باليسير، كان يأكل الخبز وحده، فعذل في ذلك، فصار يتأدم بزيت، وكان أبوه يعمل الفراء ويبيعها، بورك له في تصانيفه، ورزق فيها القبول التام، لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان مقتصداً في لباسه، له ثوب خام، وعمامة صغيرة على منهاج السلف حالاً وعقداً، وله القدم الراسخ في التفسير، والباع المديد في الفقه رحمه الله.
وانظر ترجمته والكلام على تفسيره: وفيات الأعيان (2/ 136) ، تذكرة الحافظ (4/ 1257) ، الوافي بالوفيات (13/ 26) ، البداية والنهاية (12/ 193) ، النجوم الزاهرة (5/ 223) ، طبقات المفسرين للسيوطي (12) ، مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية (9) ، التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي (1/ 234) ، المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي (1/ 169) . (م) .