ورواه القطيعي أيضاً من طريق آخر قال [1] : كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي [2] يذكر أن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى المكفوف حدّثهم قال: حدثنا [3] عمرو بن جميع حدثنا محمد بن أبي ليلى عن عيسى [4] ثم ذكر الحديث [5] . وعمرو بن جميع ممن لا يُحتج بنقله، بل قال ابن عدي: يتهم بالوضع. قال يحيى: كذّاب خبيث. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، والمناكير عن المشاهير، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار [6] .
الثاني: أن هذا الحديث موضوع على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
الثالث: أن في الصحيح من غير وجه تسمية غير عليّ صدّيقاً، كتسمية أبي بكر الصّدّيق، فكيف يُقال: الصّدّيقون ثلاثة؟.
وفي الصحيحين عن أنس أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صعد أُحُداً، وتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرَجَف بهم، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "اثبت أُحدُ فما عليك إلا نبيّ وصدّيق
(1) فضائل الصحابة 2/ 655 - 656 (رقم 1117) .
(2) في"فضائل الصحابة": وفيما كتب إلينا ... إلخ.
(3) فضائل الصحابة: أنا.
(4) فضائل الصحابة: .. بن جميع البصري عن محمد بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى قال: قال رسول الله ..
(5) قال الدكتور وصي الله:"موضوع".
(6) قال الدكتور وصي الله:"الضعفاء للنسائي (ص 229) ، المجروحين (2/ 77) الميزان (3/ 251) اللسان (4/ 358) ."
قال أبو عبد الرحمن: وانظر:
تاريخ بغداد (12/ 192) ، المغني في الضعفاء للذهبي ج 2 ص 482 ترجمة رقم 4639، المؤتلف والمختلف للدارقطني ج 1 ص 450، الضعفاء والمتروكين للدارقطني ص 303 ترجمة رقم 387، المجروحين لابن حبان (2/ 77) وقال: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات والمناكير عن المشاهير، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على سبيل الاعتبار.
ومناسبة ذكر قول ابن حبان أن ابن تيمية ذكر قوله ناقصاً، فأحببت ذكره بتمامه للفائدة. وترجم لابن جُميع أيضاً ابن معين في تاريخه والدولابي في الكنى وابن عدي في الكامل وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل.