وبين الله تعالى" (13) ."
ب - أنه استغرق وقتًا طويلًا في تصنيفه مما يدل على تحريه وتأنيه وعدم عجلته، قال رحمه الله:"صنفت كتابي (الصحيح) لست عشرة سنة" (14) .
ج - أنه ما وضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل وصلى ركعتين واستخار الله تعالى، قال رحمه الله:"ما وضعت في كتاب (الصحيح) حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين" (15) .
د - أنه التزم الصحة فيما يخرجه من الأحاديث واشترط في ذلك أرقى وأعلا شروط الصحة.
قال رحمه الله:"ما أدخلت في كتابي (الجامع) إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول" (16) .
وأما شرطاه اللذان تميز بِهما فيما يخرجه من الأحاديث في كتابه الصحيح فهما:
1 -أن يكون الراوي قد عاصر شيخه.
2 -أن يثبت سماع الراوي من شيخه (17) .
وقد قسم البخاري رحمه الله كتابه هذا إلى كتب -فبدأه بكتاب: بدء الوحى وختمه بكتاب: التوحيد- وقسم الكتب إلى أبواب وذكر تحت كل باب عددًا من الأحاديث، وبلغ عدد كتبه (97) كتابًا، وعدد أبوابه (3450) بابًا.
(13) تاريخ بغداد (2/ 14) وانظر تهذيب الكمال (24/ 448، 449) .
(14) المصدرين السابقين نفس الجزء والصفحة.
(15) تاريخ بغداد (2/ 9) وانظر تهذيب الكمال (24/ 443) .
(16) تاريخ بغداد (2/ 9) وانظر مقدمة ابن الصلاح (22) .
(17) انظر: اختصار علوم الحديث، مطبوع مع شرحه الباعث الحثيث (23) .