فهرس الكتاب
الصفحة 346 من 669

المخرج من الملَّة وإنما هو كفر دونه، وهو الكفر الأصغر، وإلى هذا ذهب ابن عبَّاس وأصحابه كطاوس وعطاء وغيرهما (42) ونسبه شيخ الإسلام ابن تيمية لعامة السلف (43) .

2 -أن المراد بالكفر في هذه الأحاديث الكفر اللغوي وهو الستر والتغطية للإحسان والنعم، فيكون معني هذا الكفر: كفر النعمة والإحسان، قالوا: ويشهد لهذا قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للنساء:"إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير" (44) وإلى هذا القول ذهب الطحاوي (45) رحمه الله.

3 -أن المراد بيان أن هذه المعاصي من الأخلاق والسنن والأعمال التي عليها الكفار والمشركون، وإلى هذا ذهب الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (46) ، وكذا النووي (47) عليهما رحمة الله، وغيرهم.

4 -أن المراد أن هذه المعاصي تؤول به إلى الكفر، وذلك لأن المعاصي بريد الكفر ويُخاف على المكثر منها أن يكون عاقبة شؤمها المصير إلى الكفر (48) .

* وأما الأحاديث التي ورد فيها نفي الإيمان عمَّن ارتكب بعض الكبائر فقد جاءت توجيهات أهل العلم لها كالتالي:

1 -أن المراد بالمنفى في هذه الأحاديث إنما هو كمال الإيمان أي: ليس

(42) انظر تفسير الطبري (4/ 596) الإبانة الكبرى (2/ 734 - 737) تحقيق رضا معطى، مجموع الفتاوى (7/ 312، 350) .

(43) انظر مجموع الفتاوى (7/ 350) .

(44) متفق عليه من حديث أبي سعيد: البخاري (1/ 116) ح (298) ومسلم (2/ 428) ح (80) .

(45) انظر مشكل الآثار (1/ 250) مسلم بشرح النووى (2/ 414) فتح البارى (1/ 112) .

(46) انظر كتاب الإيمان (43) .

(47) انظر مسلم بشرح النووي (2/ 417) .

(48) انظر مسلم بشرح النووى (2/ 409) فتح الباري (1/ 113) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام