فهرس الكتاب
الصفحة 284 من 669

قال الآجري:"والذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل سبحانه على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شىء .. فإن قال قائل: فأيش معنى قوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (17) التي بِها يحتجون؟ قيل له: علمه عز وجل، والله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بِهم وبكل شىء من خلقه، كذا فسره أهل العلم والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم."

فإن قال قائل: كيف؟ ! قيل: قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى آخر الآية قوله: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فابتدأ الله عز وجل الآية بالعلم وختمها بالعلم فعلمه عز وجل محيط بجميع خلقه وهو على عرشه، وهذا قول المسلمين" (18) ."

الوجه الثالث: أن"لفظ المعية ليست في لغة العرب ولا شيء من القرآن يراد بها اختلاط إحدى الذاتين بالأخرى كما في قوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} (19) وقوله: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} (20) وقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (21) وقوله: {جَاهَدُوا مَعَكُمْ} (22) ومثل هذا كثير فامتنع أن يكون قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} يدل على أن ذاته مختلطة بذوات الخلق" (23) .

(17) سورة المجادلة. آية (7) .

(18) الشريعة (3/ 1075) وانظر: الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد (95) مطبوع ضمن كتاب عقائد السلف، وانظر: المختار من الإبانة (144) .

(19) سورة الفتح. آية (29) .

(20) سورة النساء. آية (146) .

(21) سورة التوبة. آية (119) .

(22) سورة الأنفال. آية (75) .

(23) شرح حديث النزول لابن تيمية (360) وانظر مجموع الفتاوى (5/ 103، 104) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام