تعالى في إسعافكم بمناكم، والله المستعان وعليه التكلان» 1. ويمكن أن يكون هذا الكتاب أول مؤلف للجويني في العقيدة، إذ زاده شرحا وتوسعا في كتابيه الآخرين الشامل في أصول الدين، والإرشاد إلى قواطع الأدلة، ومما يزيد هذا الاحتمال أنه لم يذكر في متن اللمع أي كتاب آخر له، على عكس عادته في الكتب الأخرى.

*الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد 2:

ألف الجويني هذا الكتاب، قاصدا منه بيان الأدلة القطعية، والقضايا العقلية، التي تحصن المعتقد الأشعري وتبين رجاحته، كما تدعم الذب عن هذا المعتقد في مواجهة الفرق الأخرى، فقد جاء في مقدمته: «ولما رأينا أدلة التوحيد، عصاما للتسديد، ورباطا لأسباب التأبيد،، وألفينا في الكتب المبسوطة المحتوية على القواطع الساطعة، والبراهين الصادعة، لا تنهض لدركها همم أهل هذا الزمان، وصادفنا المعتقدات عرية عن قواطع البرهان، رأينا أن نسلك مسلكا يشتمل على الأدلة القطعية، والقضايا العقلية، متعليا عن رتب المعتقدات، منحطا عن حلة المصنفات» 3. والكتاب بمثابة تلخيص لكتاب الجويني الشامل في أصول الدين 4.

*الشامل في أصول الدين 5:

وهوكتاب ضخم في أصول الدين، أثار الجويني فيه المسائل الكلامية

1)الجويني، لمع الأدلة، تحقيق فوقية حسين (النسخة البيروتية) ص 85.

2)يوجد لهذا الكتاب ثلاث نسخ خطية، الأولى والثانية بدار الكتاب المصرية برقم 819، 1179 توحيد، والثالثة بالمكتبة الأحمدية بحلب رقم 764 توحيد، وللكتاب شروح عديدة ذكرها بروكلمان في تاريخه للأدب العربي، وقد نشر الكتاب لأول مرة المستشرق لوسياني عام 1938 م اعتمادا على ثلاث نسخ بالجزائر 616، وباريس 1628، وتونس، ثم نشره محمد يوسف موسى عن نسخة لوسياني ونسخة حلب ونسختي دار الكتب، وصدر عن مكتبة الخانجي بمصر عام 1950 م.

3)الجويني، الإرشاد، تحقيق محمد يوسف موسى ص 1.

4)ابن خلدون، المقدمة ص 465.

5)يقع الكتاب في خمس مجلدات مخطوطة، نشر المستشرق هلموت كلوبفر الجزء-