فوقفت عند الجد الأول يوسف 1، وهذا الاختصار لا ضير فيه، أما ما ذكره السبكي في طبقاته وطاش كبرى زاده في مفتاحه للسعادة من أن الجد الثاني للجويني هومحمد بدلا من عبد الله 2، فهوبمثابة خرق لما أجمع عليه أصحاب التراجم الآخرون 3، ومما يعزر هذا أن التفرد من السبكي وطاش كبرى زادة لا يعتد به، ما ذكره المترجمون لوالد الجويني الشيخ أبي محمد الجويني بما فيهم السبكي نفسه، من أن هذا الجد هوعبد الله 4.
وينسب إمام الحرمين إلى بلدة جوين 5، فيقال له: الجويني، لكن العادة جرت أن ينسب العلماء والأعلام إلى الضيع أوالمدن أوالبلدان التي ولدوا بها، أوحلوا أوتوفوا بها، وإمام الحرمين لم يثبت له شيء من ذلك بالنسبة إلى جوين، لذا فإنه على الأرجح قد ورث هذه النسبة من والده أبي محمد الجويني، الذي ولد بجوين ونشأ فيها 6.
وينسب إمام الحرمين وإن بدرجة أقل، إلى مدينة نيسابور 7 مسقط رأسه، وفي هذه المدينة نشأ وترعرع، وقضى بها معظم حياته متلقيا للعلم ومدرسا له، ومن نيسابور كان ينطلق إلى البلدان الأخرى ومن ثم يعود إليها.
1)ابن عساكر، تبيين كذب المفتري ص 278، والسمعاني، الأنساب ج 2 ص 129، والأسنوي، طبقات الشافعية ج 1 ص 197، والصريفيني، المنتخب من السياق ص 330.
2)السبكي، طبقات الشافعية ج 5 ص 165، وطاش كبرى زادة، مصباح السعادة ج 2 ص 298.
3)المصدر نفسه ج 5 ص 73.
4)انظر السبكي، طبقات الشافعية ج 5 ص 73.
5)جوين: اسم كورة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسميها أهل خراسان كويان، فعربت فقيل جوين، وحدودها تتصل ببيهق، وتشتمل جوين على العديد من القرى، وتبعد عن نيسابور عشرة فراسخ. قارن عنها: ياقوت الحموي، معجم البلدان ج 2 ص 192، والسمعاني، الأنساب ج 2 ص 128.
6)ياقوت الحموي، معجم البلدان ج 2 ص 193.
7)السبكي، طبقات الشافعية ج 5 ص 165، وابن عساكر، تبيين كذب المفتري ص 278.