الذهب في أخبار أهل الأدب لأبي الحسن المجاشعي (- 479 ه/ 1086 م) ، وطبقات الشافعية للعبادي، وطبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي.
نحا متصوفة هذا العصر منحى غلب عليه إصلاح ما علق بالتصوف من بدع وشعوذات ومخارق من بعض أدعيائه 1. وقد دفع ذلك أبا القاسم القشيري إلى جمع أقوال من مثل التصوف المعتدل، كإبراهيم بن أدهم (162 ه/ 778 م) ، وبشر الحافي (226 ه/ 840 م) ، والإمام الجنيد (297 ه/ 909 م) ، وغيرهم، قاصدا من ذلك إعلاء شأن التصوف الخالي من الغلووالابتداع، وفي ذلك يقول: «اعلموا رحمكم الله أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد، ليس فيه تمثيل ولا تعطيل» 2.
ثم ينتقد القشيري التصوف الفلسفي في عصره بقوله: «وادعوأنهم قد تحرروا عن رق الأغلال، وتمقتوا بحقائق الوصال، وأنهم قائمون بالحق، تجري عليهم أحكامه وهم محو، ليس لله عليهم فيما يؤثرونه أويذرونه عتب ولا لوم، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية، وبقوا بعد فنائهم عنهم بأنوار الصمدية» 3.
ويتشدد القشيري في نقد المتصوفة الذين لا يلتزمون في تصوفهم معايير الكتاب والسنة فيقول: «وكل تصوف لا يقارنه التنظف والتعفف فهومخرقة وتكلف، وكل باطن يخالفه ظاهر باطل لا باطن، وكل توحيد يصحبه الكتاب والسنة فهوتلحيد لا توحيد، وكل معرفة لا يقارنها ورع واستقامة فهي مخرقة لا معرفة» 4.
وقد أيد القشيري في حركته الإصلاحية لتصوف عصره، صوفي آخر
1)القشيري، الرسالة القشيرية ص 2، والهجويري، كشف المحجوب ص 196.
2)القشيري، الرسالة القشيرية ص 2.
3)المصدر نفسه ص 3.
4)المصدر نفسه ص 2.