العامة في السوق بمطاردته حتى سوق النظامية، وهناك وقعت أعمال الفوضى والنهب، وامتدت إلى دار مؤيد الدولة ابن نظام الملك، الذي سارع إلى الاستنجاد بالشرطة، وقتل من جراء ذلك بضعة عشر رجلا 1.
وقد أثار هذا العمل غضب نظام الملك، فطلب من الخليفة العباسي حبس الشريف أبي جعفر، وعزل الوزير أبي نصر بن جهير، اللذين ساهما في دعم الحنابلة وتحريض العامة ضد الأشاعرة، ثم وعد أبا إسحاق الشيرازي «بالانتقام من الذين أثاروا الفتنة» 2.
وفي عام 475 ه/ 1082 م قدم النظامية واعظ أشعري يدعى البكري، فوعظ بها، ونال من الحنابلة، وكفرهم، وكان يقول على المنبر: وم?ا كفر سليم?ان ول?كن الشي?اطين كفروا 3. ما كفر أحمد بن حنبل، وإنما أصحابه، فعاد الشغب بين الطرفين، ولم ينته إلا بخروج البكري من بغداد بعد أن أغدق عليه الخليفة بالمال، ولقبه بعلم السنة 4.
1)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 318.
2)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 318، وابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 10 ص 107، وابن كثير، البداية والنهاية ج 2 ص 117.
3)سورة البقرة، الآية 102.
4)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 4، وابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 10 ص 124.