الجمع الكثير والجم الغفير، إلى غيرها مما وردت به الأخبار 1.
وكل قصة من تلك القصص، وإن لم تتواتر في نفسها، فقد ثبتت بمجموعها أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يجري عليه في معرض الدعوة [من خوارق العادة] ، ما يعجز عنه غيره. والمعاني الكلية تثبت بالوقائع التي تنقل أفرادها آحادا، وهذا: كعلمنا بشجاعة علي بن أبي طالب عليه السلام، هذا ضروري مستفيض، ولكنه متلقى من أقاصيص نقلت من آحاد، وكذلك الطريق في العلم بسخاء حاتم الطائي، إلى غيره من المعاني الكلية.
ثم السر في هذا الفصل، أنه قد تحقق بالتواتر والاستفاضة، تعلقه صلى الله عليه وسلم بأجناس مختلفة من البدائع، ولوعارض شخص [في] واحد منها لوهت دعواه وانطلقت الألسن فيه، وتحزب أصحابه: إلى مرتاب فيه، وإلى ذاب عنه تقليدا، ولانتثر نظام الأمر. فإذا لم يتعرض أحد لمعارضة في شيء مما جاء به، كان ذلك أصدق آية على تميزه على الخلائق بالنبوة. والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وفيت-حرس الله أيام مولانا-الأركان الثلاثة الموعودة، ولووقفت عند نجازها، لكان فيما قدمته أكمل/مقنع. ولكني بعد ما أتيت بالواضحة على صدق سيد الأولين والآخرين، فأرسم فصولا سمعية من قواعد الإيمان،.
في أ: ذلك، والمثبت من ط
في أ: فإن. الزيادة من ط.
من قوله: بشجاعة علي. . . في العلم، ليست في ط.
في ط: تعلقه عليه السلام.
الزيادة من ط. في ط: دعوته.
وإلى: ليست في ط. في ط: في.
1)ومنها: تسبيح الحصى في يده، وحنين الجذع والجمل، وتكليم الظبية المربوطة له، وطلبها أن يحل قيودها. انظر دلائل النبوة لأبي نعيم ج 2 ص 133، وتاريخ الإسلام (السيرة النبوية) للذهبي ص 350.