فهرس الكتاب
الصفحة 258 من 275

وهذا بمثابة لوقام النبي [صلى الله عليه وسلم] وقال: آيتي أنه يمتنع القيام الآن على الخلق مع اقتدارهم عليه من غير زمانة وعجز 1.

فكيف يهتدي-حرس الله مولانا-إلى إعجاز القرآن من يحاول أن يثبت خروجه عن العادة في الجزالة. وشفاء الصدور في الحكم بأن مثله من مقدورات الخلق، ولكنهم مصدودون ممنوعون بصرف الله إياهم.

وهذا الفصل، من أنفس ما يجري به خاطر، وهوخاتمة العقيدة في المآخذ العقلية، فهذا بالغ جدا، وهوعندي أبلغ من قلب العصاحية ونحوه، فإنه قد يسبق مبادر إلى أنه من اختصاص صاحبه بمزايا في العلوم، إلى أن يرده سداد الفكر، وإنما تحدى الخلائق خمسمائة سنة بكلام مماثل لكلامهم، قد بلغه رجل أمي لم يعان العلوم، ولم يدارس أهلها، فلا محمل له إلا صرف الله تبارك وتعالى ومنعه الخلق، فهذا وجه من ذكر معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

والمسلك الثاني: أنه تواتر من طريق المعنى، أنه جرت عليه خوارق عادات 2 في قصده الدعاء إلى تصديقه: كشق القمر 3، ومكالمة الذئب

في ط: وهذا يشابه ما لو.

الزيادة من ط. آيتي، مكروه في أ.

في ط: الآن القيام. في ط: لإعجاز.

في ط: فإن. في ط: إلى أن يؤدي امتداد الفكر إليه.

في ط: فأما نحن في الخلائف. تبارك وتعالى: ليست في ط.

في ط: الخلق ومنعهم. في ط: النبي عليه السلام.

1)يوضح الباقلاني ذلك في التمهيد ص 129 بقوله: «كما أن نبيا لوتحدى قومه بتحريك أيديهم والخروج عن أماكنهم إلى أقرب المواضع إليها، فمنعوا القدرة على ذلك، وقد اعتادوا الاقتدار عليه، ثم أقدروا عليه ثانية بعد تقصي تحديه، لكان خرق العادة بإيجاد القدرة على ذلك وإعدامها، على خلاف المتعالم المألوف آية عظيمة وحجه بينه» .

2)في مجرد مقالات الأشعري لابن فورك ص 178: «إن معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم على قسمين أحدهما: القرآن الذي بين أظهرنا نقرأه ونكتبه. . . والثاني: ما جرى مجرى ما روي عنه من نبع الماء بين أصابعه، وإشباع الخلق الكثير من الطعام اليسير، وحنين الجذع، وكلام الذئب وتسبيح الحصا» . وانظر التمهيد ص 114، والإرشاد للجويني ص 353، وأصول الدين للبغدادي ص 182.

3)شق القمر: سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين، =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام