انتهى إلى هذا الموضع ألا يتبرم بترديد القول في الترتيب، فإن أسرار المعقولات تتلقى من سداد ترتيبها.
وقد حان بعد ذلك أن نذكر معتمدا وجيزا في الوحدانية، يشفي غلة الصدور، وينفس/عن كل مصدور 1.
فليعلم العاقل أن الإله تعالى لا يناسب الأجرام المتحيزة، والأجسام لا تناسبه، فابتنى على ذلك اتساق إطلاق القول بتغاير المتحيز، والموجود الأزلي الذي لا يناسب الحيز.
وإذا فرضنا موجودين متجيزين، كانا متغايرين وإن اتصفا بأصل التحيز، لانفراد كل واحد بحيزه عن الثاني، ولوقدرنا موجودين لا يتحيز واحد منهما، [فهما] متساويان في انتفاء التحيز عنهما، فلا يتصور أن ينفرد أحدهما بحيز عن الثاني، وليس أحدهما مختصا بالثاني اختصاص الصفة بالموصوف، فلا يعقلان متميزين تميز اختصاص، فإن لم يختص أحدهما [بحيز] عن الثاني، ولم يختص بالثاني، لم يتعددا قطعا.
وها أنا أذكر نكتة، يسعد والله من يعيها، ويفوز الفوز الأكبر من يدريها، وهي: أن استحالة موجودين متغايرين، لا يختص أحدهما عن الثاني بحيز، ولا يختص به في الخروج عن المعقول كفرضين متحيزين في
في ط: أن لا. في أ: فيشفي، والمثبت من ط.
من قوله: والأجسام. . . المتحيز، ليست في ط.
في أ: الوجود، والمثبت من ط.
الزيادة من ط.
في أ: مستويان، وما أثبته من ط.
يتصور أن: ليست في ط.
8)فلا يعقلان متميزين تميز اختصاص، ليست في ط، وكرر الناسخ بعدها قوله: وليس أحدهما مختصا بالثاني اختصاص الصفة بالموصوف.
في ط: فإذا. الزيادة من ط.
في أ: يعقلا، وما أثبته من ط.
في أ: لفظة، وما أثبته من ط.
والله: ليست في ط. في ط: كفرضى.
1)المصدور: الذي يشتكي صدره. انظر لسان العرب ج 4 ص 446 مادة (صدر) .