وتتبع المذاهب في ذلك يطول، ويخرج عن الحد المقصود، فالوجه الاقتصار على نكتة واحدة قاطعة، ولا يبقى على فاهمها إشكال ألبتة.
فالذي اعتقده أهل الأهواء 1 حسنا لعينه؛ كالإيمان وشكر المنعم، والذي اعتقدوه قبيحا لعينه؛ كالكذب والظلم، إنما ينفصل وينقسم على من يقبل الضر والنفع، وحقيقة الضر: الألم، وحقيقة النفع: اللذة. والهموم واستشعار الخوف، من الآلام. والسرور والارتياح، من اللذات.
والرب باتفاق المعترفين بالصانع، متقدس عن قبول النفع والضرر، فلا يسره وفاق، ولا يضره شقاق. وإذا كان كذلك استحال أن [يظن به قبول النفع والضر] ، [وأن] تختلف الأفعال في حقه، حتى يقضى بأنه يوقع بعضها، ولا يجوز في حكمه إيقاع بعضها 2.
وإذا قال الذاهل عن [سر] هذا الأمر الجلي: إنه تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه، وغناه عن فعله 3.
في ط: نكتة فاخرة قاطعة لا تبقى.
في ط: يتفصل. وحقيقة الضر والألم: ليست في ط.
في ط: واللذة. في ط: استشعار.
في ط: الضر. الزيادة من ط.
أضفتها اجتهادا. في ط: تسر. الزيادة من ط.
= 102، وج 14 ص 150، وشرح الأصول الخمسة ص 306، والتمهيد للباقلاني ص 149، 150، 384، والإنصاف ص 138، 149، والإشارة إلى مذهب أهل الحق للشيرازي ص 132، والإرشاد للجويني ص 258، والغنية للمتولي ص 135، وأصول الدين للبغدادي ص 131، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 370، ومحصل أفكار المتقدمين للرازي ص 293، والأربعين في أصول الدين ص 246، ومجرد مقالات الأشعري ص 96، 97، وتبصرة الأدلة للنسفي ج 2 ص 661، وانظر موقف الحنابلة من هذه المسألة في المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص 42، والرسالة التدمرية لابن تيمية ص 117، 118.
1)قصد الجويني هنا المعتزلة.
2)انظر ذلك أيضا في الإرشاد للجويني ص 269، 270، والتمهيد للباقلاني ص 361.
3)في المجموع في المحيط للقاضي عبد الجبار ج 1 ص 257: «إنه تعالى عالم بقبح =