فهرس الكتاب
الصفحة 177 من 275

وتتبع المذاهب في ذلك يطول، ويخرج عن الحد المقصود، فالوجه الاقتصار على نكتة واحدة قاطعة، ولا يبقى على فاهمها إشكال ألبتة.

فالذي اعتقده أهل الأهواء 1 حسنا لعينه؛ كالإيمان وشكر المنعم، والذي اعتقدوه قبيحا لعينه؛ كالكذب والظلم، إنما ينفصل وينقسم على من يقبل الضر والنفع، وحقيقة الضر: الألم، وحقيقة النفع: اللذة. والهموم واستشعار الخوف، من الآلام. والسرور والارتياح، من اللذات.

والرب باتفاق المعترفين بالصانع، متقدس عن قبول النفع والضرر، فلا يسره وفاق، ولا يضره شقاق. وإذا كان كذلك استحال أن [يظن به قبول النفع والضر] ، [وأن] تختلف الأفعال في حقه، حتى يقضى بأنه يوقع بعضها، ولا يجوز في حكمه إيقاع بعضها 2.

وإذا قال الذاهل عن [سر] هذا الأمر الجلي: إنه تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه، وغناه عن فعله 3.

في ط: نكتة فاخرة قاطعة لا تبقى.

في ط: يتفصل. وحقيقة الضر والألم: ليست في ط.

في ط: واللذة. في ط: استشعار.

في ط: الضر. الزيادة من ط.

أضفتها اجتهادا. في ط: تسر. الزيادة من ط.

= 102، وج 14 ص 150، وشرح الأصول الخمسة ص 306، والتمهيد للباقلاني ص 149، 150، 384، والإنصاف ص 138، 149، والإشارة إلى مذهب أهل الحق للشيرازي ص 132، والإرشاد للجويني ص 258، والغنية للمتولي ص 135، وأصول الدين للبغدادي ص 131، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 370، ومحصل أفكار المتقدمين للرازي ص 293، والأربعين في أصول الدين ص 246، ومجرد مقالات الأشعري ص 96، 97، وتبصرة الأدلة للنسفي ج 2 ص 661، وانظر موقف الحنابلة من هذه المسألة في المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص 42، والرسالة التدمرية لابن تيمية ص 117، 118.

1)قصد الجويني هنا المعتزلة.

2)انظر ذلك أيضا في الإرشاد للجويني ص 269، 270، والتمهيد للباقلاني ص 361.

3)في المجموع في المحيط للقاضي عبد الجبار ج 1 ص 257: «إنه تعالى عالم بقبح =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام