فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 275

الغنى والجاه وسعة العيش، وكانت الشوارع في أيام العيد تزين بالأعلام والأقمشة ذات الألوان الزاهية، وتضرب الطبول بها 1.

وإضافة إلى عيدي الفطر والأضحى، كان الشيعة يحتفلون بعيد الغدير الذي أوصى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم-حسب اعتقادهم-بالإمامة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وبيوم عاشوراء، لكن الاحتفالات بهذين العيدين كانت تؤدي في أغلب الأحيان إلى فتن واحتكاكات غير سارة بين الشيعة وأهل السنة 2.

وكان المجتمع في ذلك العصر ينقسم إلى ثلاث طبقات، أعلاها طبقة الخاصة، وتتكون من كبار أعوان الخليفة والسلطان، والأشراف، والوزراء، والقضاة، وأكابر العلماء والأدباء، وكبار ملاك الأراضي والأغنياء، وقادة العسكر 3. بينما كانت الطبقة الوسطى تتكون من التجار متوسطي الدخل، وملاك الأراضي الصغار، والجند 4. أما أدنى هذه الطبقات وأكبرها فهي طبقة العامة، وكانت تتكون من الحرفيين، وصغار الفلاحين، والعمال، والعبيد، والغلمان، والجواري، ونحوهم 4.

وكانت الفروق بين هذه الطبقات كبيرة جدا، إذ كانت الأموال تتدفق على الطبقة الخاصة من مصادر أغلبها خفية، فامتلأت بيوت رجالاتها بالجواري والغلمان والخصيان والعبيد 5. كذلك كثر البذخ في هذه الطبقة، وكانت تلجأ في كثير من الأحيان لإشباع جشعها، إلى فرض الغرامات الباهظة على التجار، فإن رفضوا ذلك سلطوا عليهم الجند والعيارين 6. كذلك لم تكن العلاقات بين أفراد هذه الطبقة وطيدة، بل على العكس من ذلك، فقد غلب عليها التحاسد والتباغض، وإيقاع بعضهم ببعض، وكانوا كثيرا ما يدبرون المكائد لمصادرة أموال وأملاك المتوفين منهم، والمعارضين لسياسات صاحب الشوكة 7.

1)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 155 - 156.

2)أحمد أمين، ظهر الإسلام ج 2 ص 12.

3)المصدر نفسه ج 2 ص 12.

4)المصدر نفسه ج 2 ص 12.

5)آدم متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 158.

6)أحمد أمين، ظهر الإسلام ج 2 ص 13.

7)ابن الأثير، الكامل في التاريخ 9 ص 110.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام