وإيرادها، واستكان له دانيها وقاصيها، وتوطأت لسنابك خيله صياصيها 1، وأضحت رقاب الملوك نحوارتسام مراسمه صورا.
وامتلأت طباق الآفاق بإشراق عدله نورا، ومعالم المظالم قفرا بورا، وأخذت الأرض زخرفها، ونشرت المسرة مطرفها 2، وحقق الدهر مواعيده، وأنجز ببهائه وراء كل مأمول مزيده، واستمدت من نور سعادته الشمس، وتاق إلى سنائه الغد فالتفت إلى الأمس.
وباهت الغبراء 3 به مناط القمرين 4، وتضاءلت دون غرته الشماء أعالي الشعريين 5، ورفلت ملة الحق بيمنه من جلابيب الجلال في أسبغها وأضفاها 6، ورقت من يفاع 7 العز إلى ذراها، بعد ما كان انفل غربها 8 وشباها 9، وحييت به رسوم المآثر الدواثر 10، وانتعشت بعلوقدره في ط: فاستكان.
بإشراف: ليست في ط. في ط: بعدله.
في ط: الظلم. في ط: دائرة. في ط: أضاف الكوثري بعدها رويدا رويدا.
في ط: بصفائه. في ط: مزيدا.
في أ: والتفتت، والمثبت من ط. العز إلى: في ط العوالي.
رسوم: ليست في ط. في الأصل: الماآثر.
1)الصياصي: مفردها صيصة، وهي الحصون، وكل شيء امتنع به وتحصن به، ويقال صياصي البقر: قرونها.
2)مطرفها: المطرف هوالثوب من الخز.
3)الغبراء: الأرض لكثرة غبارها.
4)هما الشمس والقمر.
5)الشعريان: هما كوكبا العبور في الجوزاء، والغميصاء التي في الذراع، تزعم العرب أنهما أختا سهيل، وقد عبدت العرب العبور وهي التي ورد فيها قوله تعالى: وأنه هورب الشعرى? (49) سورة النجم، الآية 49.
6)الإضفاء: سعة العيش. انظر لسان العرب مادة ضفا.
7)اليفاع: جمع يفوع، وهوكل ما ارتفع من الأرض.
8)غربها: حدها، وانفل غربها: انثلم حدها.
9)شباها: مفردها شبوة، والشبوة حد كل شيء وطرفه. لسان العرب، مادة شبا ج 14 ص 420.
10)الدواثر: الدوارس.