فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 121

والنزاعات بين كثير من الأزواج.

وقد ضرب لنا رسول الله وصحبه الكرام أروع الأمثلة في تخفيف المهر ويسر الزواج، يقول عمر رضي الله عنه: ألا لا تغالوا في صدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تكوى كان أولاكم بها رسول الله وما أصدق رسول الله امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية. (رواه أحمد والترمذي وهو صحيح)

وهذا رجل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: إني تزوجت امرأة، قال رسول الله: كم أصدقتها؟ قال: أربع أواق، فقال رسول الله: على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل. (رواه مسلم)

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة خميلاً ووسادة حشوها اذخر (أي قش) ، وعن جابر قال: حضرنا عرس فاطمة فما رأينا عرساً أحسن منه، حشونا الفراش ليفاً، وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها إهاب (( أي جلد كبش ) ).

الله أكبر أين هذه البساطة واليسر، مما ذكره التاريخ من أعراس بنات الملوك والأمراء وزوجاتهم التي تستنزف مالية الدولة وتعرضها للإفلاس بل كان يخلط لبعض العرائس المسك مع الطين ليمشين عليه.

جاء عن أبي حدرد الأسلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في امرأة فقال رسول الله له: كم أمهرتها؟ قال: مائتي درهم فقال رسول الله: لو كنتم تغرفون من بطحاء ما زدتم (رواه أحمد) .

الآثار السيئة المترتبة على غلاء المهور

ومن هذه الآثار السيئة منع كثير من الشبب من الزواج وعزوفهم عنه لقلة ذات اليد وبالتالي عنوسة الكثير من الفتيات لعدم التقدم لخطبتهن.

ونشأ عن ذلك التزوج من بلدان أخرى دون النظر في العواقب فالمهم لديهم أن الكلفة أيسر ويكون الزوج بعد ذلك ضحية عدم الوفاق في الطبائع وتحمل أعباء الدين عند كل زيارة لأهلها وقد تكون ذات خلق سيئ فينعكس على أولادهم ولو حصل فراق بينهما كان الأولاد هم الضحية.

ومن الآثار السلبية أن المرأة التي أعزها الإسلام أصبحت مهانة في ظل كونها سلعة يتاجر بها وليها ويساوم عليها، وهذه هي النظرة التجارية الجاهلية فلا يلتفت إلا إلى المال الذي يسيل لأجله لعاب الكثيرين ويضربون ما سواه عرض الحائط.

ومن الآثار كذلك لجوء الجنسين لإشباع الرغبة الغريزية لديهم بطرق محرمة فانتشر الزنا واللواط والعادة السرية وغيرها والسبب هو المغالاة في المهور.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام