فهرس الكتاب
الصفحة 83 من 121

وهما من العادات الجاهلية التي جاء الإسلام بإنكارها لما فيها من الصد عن الله واللهو الحرام والتشبه بأهل العصيان قال تعالى ذاماً هاتين العادتين ومنكراً لهما: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [سورة الأنفال:35] فالمكاء: هو التصفير والتصدية: هو التصفيق.

ثاني عشر: رقص النساء في الأعراس والحفلات:-

أعني الرقص الذي يكون بين النساء فحسب دون أن يكون للرجال أو الصبيان البالغين إطلاع عليه، الرقص في هذه الحالة فيه عدة محاذير:-

1 -أن بعضاً من النساء عندما ترقص تكشف عما لا يجوز كشفه، وذلك بلبس الملابس الفاضحة سواء منها المفتوحة من أسفل أو من أعلى أو القصيرة الشفافة أو الضيقة فحكم الرقص في هذه الحال محرم والنظر إليه من قبل النساء الأخريات محرم أيضا والدليل على ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- أن رسول الله قال:"لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد" (صحيح مسلم) . قال الإمام النووي: فيه تحريم نظر المرأة إلى عورة الرجل والمرأة إلى عورة المرأة، وهذه لا خلاف فيه ...

2 -أن بعضا من النساء تقوم بتقليد الراقصات العاهرات من الكافرات وغيرهن في طريقة رقصها لتأجيج الشهوات واستثارة الغرائز، وهذا داخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم:"من تشبه بقوم فهو منهم"وهو من التعاون على الإثم والعدوان وقد قال الله تعالى: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة:2] وحكم الرقص والنظر إليه في هذه الحالة محرم أيضا.

3 -زيادة على ذلك فإن بعض النساء تتعرض للإصابة بالعين حال رقصها وعرض مفاتنها وتثنيها بين النساء، وذلك لتعلق قلوب بعض النساء بشيء يعجبهن في تلك الحالة وينسين التبريك عليها وذكر الله، فيصبنها بالعين أو النظرة حينئذ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين ..." (رواه مسلم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أكثر من يموت بعد قضاء الله وقدره بالنفس"قال الراوي: يعني بالعين (رواه البزار وحسنه ابن حجر) ، إذن فالمسلمة في غنى عن التعرض لهذه المشكلات ولن تحصل مقابلها إلا قول النساء الأخريات: رقص فلانة حسن، ورقص علانة سيئ!! هذا علاوة على احتمال وجود كاميرات التصوير المخفية أو الظاهرة، وهذا فيه من الشرور والمفاسد ما لا يعلمه إلا الله، وتحريم ذلك واضح بين.

فالذي يجدر بالمسلمة العاقلة، أن تتنزه عن التعرض لهذه المحذورات متذكرة سوء عاقبة التمادي أو التساهل بها.

ثالث عشر: الغفلة عن الله:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام