فهرس الكتاب
الصفحة 82 من 121

ويسميه أهل العلم (( النِّثار ) )وهو ما يقوم به بعض أولياء الزوج أو الزوجة من نثر الأموال أو الحلوى تعبيرا منهم عن شدة الفرحة فيتزاحم الناس الحاضرون من النساء والأطفال غالباً على هذه الأموال المنثورة ويحصل من بعضهم التنافس والخصام على أمور لا تستدعي مثل ذلك. وهذا منهي عنه، كما جاء في حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم في النهبة والمثلة. (رواه البخاري)

قال ابن قدامة: ولأن فيه (( أي النثار ) )نهباً وتزاحماً وقتالاً.

وربما أخذه من يكره صاحب النثار لحرصه وشرهه ودناءة نفسه، ويحرمه من يحب صاحبه لمروءته وصيانة نفسه وعرضه، والغالب هذا، فإن أهل المروءة يصونون أنفسهم عن مزاحمة سفلة الناس على شيء من الطعام أو غيره، ولأن في هذا دناءة والله يحب معالي الأمور عن مزاحمة سفاسفها، والخلاف إنما هو في كراهة ذلك وأما إباحته فلا خلاف فيها ولا في الالتقاط لأنه نوع إباحة لماله فأشبه سائر الإباحات قال الشوكاني: الأحاديث عن النهي ثابتة وتقتضي تحريم كل انتهاب وقال ابن حجر: وكره مالك وجماعة النهب في نثار العرس.

ثامناً: افتتان الرجال والنساء بما يبديه الزوج والزوجة من عروض وقبلات ومداعبة ونحوها أمام الناس مما يطرق نوافذ القلب ويدغدغ العواطف ويثير الشهوة. إلى غير ذلك في المفاسد التي تحدث في هذه العادة السيئة وما خفي كان أعظم.

تاسعا: ضياع الوقت

الوقت الذي اعتنى به السلف الصالح وشغلوه فيما يرضي الله لأنهم علموا أنهم مسئولون أمام الله تعالى عنه، فحفظوا أوقاتهم وعمروها بما ينفعهم، ولكن نحن أضعناه بالسهر واللعب والمجالس والكلام الذي لا حاجة له فأهدرنا هذه النعمة العظيمة وهذا حاصل في ليالي الأفراح وما استجد من الانفتاح على الدنيا.

والوقت أنفس ما عنيت بحفظهِ ... وأراه أسهل ما عليك يضيع

والأعظم من هذا ضياع صلاة الفجر بعد سهر طويل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عاشراً: ضياع الجهد:

فيتعبون أنفسهم ويكلفونها ما لا تطيق من أعمال في ليلة الفرح فإذا أنهكوا من التعب ضيعوا العبادات والواجبات، والطامة الكبرى أن يكون هذا التعب مصدره ضرب بطبول وعزف على مزامير.

حادي عشر: التصفيق والتصفير:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام