إنها ظاهرة قبيحة وموت للحياء، يقف الرجل يسأل الناس ليس للحاجة وإنما للزيادة، ولا يهمه ضياع ماء وجهه، ولقد أصبحت هذه الظاهرة السيئة مورداً للتكسب عند بعض ضعفاء القلوب.
إن المسألة قبيحة في حق المسكين فكيف بمن يسأل الناس وطويته منطوية على مكر وخديعة وكذب، قال عليه الصلاة والسلام:"من سأل وله ما يغنيه جاءت يوم القيامة خدوشاً أو كدوشاً في وجهه" (رواه أحمد وهو صحيح) .
وعن أبي هريرة مرفوعاً:"من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر" (رواه مسلم) . وبعض السائلين يجدون المسجد فرصة فيقفون ويقطعون تسبيح المسبحين بشكاياتهم، لا أقول ذلك شماتة بهم، ولكن نريد منهم أن يكونوا من المتعففين الذين قال الله عنهم: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ... الآية} [سورة البقرة:273] ولو خافوا الله وتوكلوا عليه لرزقهم من دون أن يخطر ببالهم.
قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [سورة الطلاق] .
ومنهم من هو قوي يستطيع العمل والتكسب وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام في الصدقة"لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب" (رواه أبو داوود والنسائي وأحمد) .
الاستدانة بنية عدم الوفاء:
أخي الزوج هذه الطريقة هي ظاهرة سيئة ومؤلمة فلا تبني حياتك بها وإن للمعصية شؤم عظيم على زوجك وحياتك فطهر نفسك منها:
وصفتها أنه يأتي الرجل وكأنه حمل وديع فيطلب ألفاً وألفين أو أكثر أو أقل والموعد آخر الشهر، مسكين أنت يا آخر الشهر، الظلم تعدى إليك فظلموك وجعلوك شماعة تعلق فيها الذمم الكاذبة الخائنة ويذهب الشهر والشهران والسنة والسنتان وربما أنكر المدين الدين بحجة عدم البينة أو هي الماطلة السيئة وقد جاء في الحديث (( مطل الغني ظلم ) )وجاء الوعيد في حق آخذ المال وهو ينوي عدم رده لصاحبه فقال عليه الصلاة والسلام:"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" (رواه البخاري) .
ويتساهلون في هذا الأمر كأنه ذكاء وحنكة، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [سورة النور:15]
إن حقوق الله عظيمة ولكن قد يخرج الإنسان منها بالتوبة ما دامت بينه وبين الله، أما الحقوق بين العباد فلا مناص من أدائها قبل أن يأتي يوم لا يتقاضى فيه بالدينار والدرهم إنما بالحسنات والسيئات كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام (رواه البخاري) .
والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَامُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [سورة النساء:58] بل إن الشهيد مع ما له من المزايا