فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 121

فبان أن النفس باقية بما عندها من الدم والمني، فإذا فرغا ولم تجد ماء تعتمد عليه ذهبت ...

وإن قنع الشيخ بالاستمتاع من غير وطء، فهي لا تقنع فتصر كالعدو له، فربما غلبها الهوى ففجرت! أو احتالت على قتله. خصوصا الجواري اللواتي أغلبهن قد جئن من بلاد الشرك ففيهن قسوة قلب، وقبيح بمن عبر الستين أن يتعرض بكثرة النساء، فإن اتفق معه صاحبة دين قبل ذلك، فليرع لها معاشرتها، وليتمم نقصه عندها تارة بالإنفاق، وتارة بحسن الخلق، وليزد في تعريفها أحوال الصالحات والزاهدات، وليكثر من ذكر القيامة، وذم الدنيا، وليعرض بذكر محبة العرب، فإنهم كانوا يعشقون ولا يرون وطء المعشوق كما قال قائلهم:

إنما الحب قبلة ... وغمز كف وعضد

ما الحب إلا هكذا ... إن نكح الحب فسد

فإن قدر أن يشغلها بحمل أو ولد عرقلها به، فاستبقى قوته في مدة اشتغالها بذلك! فإن وطأ فليصبر على الإنزال حفظاً لقوته، وقضاء لحقها.

وقد قيل لبشر: لم لم تتزوج؟! فقال: علي ما أغر مسلمة؟ وقد قال عز وجل: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [سورة البقرة:238] .

والمسكين من دخل في أمر لم يتلمح عواقبه قبل الدخول! ورأى حبة الفخ، فبادر طالبا لها ناسيا تعرقل الجناح والذبح!!.

ومجموع ما قد بسطته حفظ البصر عن الإطلاق ويأس النفس عن التحصيل قنوعا بالحاصل خصوصا من علت سنه، وعلم أن الصبية عدو له متمنية هلاكه، وهو يربيها لغيره!!

وفي بعض ما ذكرته ما يردع العاقل من التعرض لهذه الآفات). انتهى

فإن قيل إن رسول الله تزوج عائشة أم المؤمنين وعمرها ست سنوات وبني بها وعمرها تسع سنوات وكان عمره ثلاثة وخمسين فنقول: إن هذه الحال تخرج عن القاعدة لأسباب منها: أولا: أن شخصية رسول الله لا يمكن مقارنتها بأي شخصية أخرى. ولذلك كانت عائشة سعيدة بهذا الزواج وقد خيرت قبل ذلك فاختارت رسول الله.

ثانياً: أن غاية رسول الله من هذا الزواج هي زيادة الروابط بينه وبين أبي بكر.

ثالثاً: قوة دين عائشة وعفتها فلا يمكن تصور وقوع محظور من هذا الزواج

ومن الصفات الحسنة ما قاله صعصعة لمعاوية عندما سأله: أي النساء أحب إليك؟ قال: المواتية لك فيما تهوى، قال: فأيهن أبغض إليك؟ قال: أبعدهن لما ترضى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام