فهرس الكتاب
الصفحة 33 من 121

الخاطب )) إشارة إلى قول عمر رضي الله عنه: (( البكر كالبرة تطحن ثم تعجن ثم تخبز ثم تؤكل، والثيب عجالة الراكب تمر وسويق ) )يشير بذلك إلى سهولة أمر الثيب، وأن البكر تحتاج في تزويجها والبناء بها إلى كلف شديدة، وعلى كل حال فإن كانت هناك مصلحة وجيهة للزواج من الثيب فلا بأس وخير مثال زواجه صلى الله عليه وسلم من نساء ثياب لمصلحة الإسلام والدعوة إلى الله عن طريق قبائلهن وعشائرهن وقد تحقق ذلك لرسول الله فما أعظم نظره وما أرجح عقله.

وقد بارك رسول الله لجابر لزواجه من الثيب بعد أن علم صلى الله عليه وسلم أنه تم الزواج لتقوم الزوجة برعاية أخوات جابر التسعة، يقول جابر: هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع بنات فتزوجت امرأة ثيبا فقال لي رسول الله: تزوجت يا جابر؟ قلت: نعم فقال: أبكرا أم ثيبا؟ فقلت: بل ثيبا، قال: فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك.

قال فقلت: إن عبد الله هلك وترك بنات، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن. فقال رسول الله: بارك الله لك (رواه البخاري) .

ومن الصفات أن تكون الزوجة متعلمة وراجحة العقل حسنة التدبر. حتى يتحقق الهدف من الزواج ويكون فيه تعاون بين الزوجين من جميع الوجوه ويسهل على كل واحد منهما فهم الآخر. وكم من زواج انتهى بالفشل الذريع، لما لم يكن هناك تفاهم ولا حسن تصرف وقد قيل: الجاهل عدو نفسه.

ودونك بيتا قد تحلى به النهى ... كما يتحلى معصم بسواره

إذا لم يكن في منزل المرء حرة ... تدبره ضاعت مصاع داره

ومن الصفات أن لا تكون صغيرة صغرا مفرط ولعل أول ما يخطر بالبال أن يقول الزوج لماذا لا أتزوج الصغيرة؟ فيقال: المقصود عدم الزواج بالصغيرة صغرا يظهر فيه الفرق الشاسع في العمر كمن يكون عمره فوق الخمسين فيتزوج بنتا دون الخامسة عشرة مثلا لما قد يؤدي إليه من محاذير ومساوئ كثيرة خاصة في هذا الزمان الذي ضعف فيه الوازع الديني عند الكثيرين.

قال ابن الجوزي: (( وأبله البله الشيخ الذي يطلب صبية .. ولعمر الحق إن كمال المتعة إنما يكون بالصبا ومتى لم تكن الصبية بالغة، لم يكمل بها الاستمتاع! فإذا بلغت أرادت كثرة الجماع، والشيخ لا يقدر! فإن حمل على نفسه، لم يبلغ مرادها وهلك سريعا! ) )

ولا ينبغي أن يغتر بشهوته إلى الجماع، فإن شهوته كالفجر الكاذب! وقد رأينا شيخا اشترى جارية. فبات معها، فانقلب عنها ميتا! ..

ويذكر أن شابا بقي شهرين مريضا فدخلت عليه زوجته فوطئها، فانقلب عنها ميتا!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام