فهرس الكتاب
الصفحة 26 من 121

واحدة كالغل في العنق، وأخرى وعاء للولد وثالثة لا نفع ولا ضرر ورابعة تعين زوجها على الدين فهي خير للمرء من عينيه ويديه.

وقال غيره: المرأة التقية الصالحة هناء للنفس وراحة للفكر ومتعة للحياة.

وقال آخر: اعلم أن العيش كله مقصور على الحليلة الصالحة، والبلاء كله موكل بالقرينة السوء التي لا تسكن النفس إلى عشرتها ولا تقر العيون برؤيتها وفي حكمة سليمان بن داوود: المرأة العاقلة تعمر بيت زوجها والمرأة السفيهة تهدمه.

يقول الغزالي: وليس أمره صلى الله عليه وسلم بمراعاة الدين نهيا عن مراعاة الجمال، ولا أمرا بالإضراب عنه، وإنما هو نهي عن مراعاته مجردا عن الدين، فإن الجمال في غالب الأمر يرغب الجاهل في النكاح دون الالتفات إلى الدين فوقع في النهي عن هذا.

ومعنى كلام الغزالي أنه ليس المقصود في الأحاديث أن مطلب الجمال مذموم إنما المراد أن لا يقتصر عليه في طلب الزواج وإلا فإن للجمال اعتباره فقد حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" (رواه الخمسة إلا أبا داود) ، (( وهذا النظر قبل عقد النكاح وسيأتي بيانه بإذن الله ) ).

والأحاديث فيها حث على طلب الجمال والتمتع بالحلال لأن جمال المرأة يعود فضله على زوجها حيث تنكسر شهوته عن غير زوجته الجميلة وفيه فوز بالآخرة.

فهذا هو المقصود ولكن كما سلف لا يجعل الجمال هو الأساس.

ومما قالوا: المرأة الجميلة تملك القلوب لكن المرأة الفاضلة تسرق العقول، فالأولى: ملكت ما سمي (( قلبا ) )لكثرة تقلباته والثانية: اقتنت كنز (( الحكمة ) )ومركز حقيقة الإنسان.

ورب جميلة بدون دين يصونها جرت على أسرتها الويلات.

لا تركنن إلى ذي منظر حسن ... فرب رائقة قد ساء مخبرها

ما كل صفر دينار لصفرته ... صفر العفارب أرداها وأنكرها

ومما قيل:

جمال الوجه مع قبح النفوس ... كقنديل على قبر المجوسي!

واعلم أخي أن الجمال ليس في العيون الزرقاء ولا الخضراء ولا السوداء ولا العسلية ولا الكبيرة أو الصغيرة ولا ذات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام