لي بأولياء، وإنما وليِّيَ الله وصالح المؤمنين" [1] فبيّن أن أولياءه صالح المؤمنين."
وكذلك في حديث آخر:"إن أوليائي المتقون حيث كانوا وأين كانوا" [2] .
وقد قال تعالى: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] .
وفي الصحاح عنه أنه قال:"وددت أني رأيت إخواني"قالوا: أولسنا إخوانك؟ قال:"بل أنتم أصحابي، وإخواني قوم يأتون من بعدي يومنون بي ولم يروني" [3] .
وإذا كان كذلك فأولياؤه المتّقون بينه وبينهم قرابة الدين والإيمان والتقوى. وهذه القرابة
(1) الحديث عن عمرو بن العاص رضي الله عنه في: البخاري 8/ 6 (كتاب الأدب، باب يَبُلُّ الرحم ببلالها) ونصه: أن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم جهاراً غير سر يقول:"إن آل أبي - قال عمرو (وهو عمرو بن عباس) : وفي كتاب محمد بن جعفر (الذي روى عنه عمرو بن عباس) ببياض - ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين". والحديث في: مسلم 1/ 197 (كتاب الإيمان، باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم ... ) ؛ المسند (ط. الحلبي) 4/ 203.
(2) لم أجد الحديث بهذا اللفظ، لكن جاء الحديث مطولاً عن معاذ بن جبل رضي الله عنه في: المسند (ط. الحلبي) 5/ 235 ونصه .. عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوصيه، ومعاذ راكب، ورسوله الله صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال:"يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبر"فبكى معاذ جشعاً لفراق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال:"إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا". وصحح الألباني الحديث في"صحيح الجامع الصغير"2/ 181 - 182. وقال ابن الأثير في"النهاية في غريب الحديث":"والجشع الجزع لفراق الإلف".
(3) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: مسلم 1/ 218 (كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء) ونصه .. عن أبي هريرة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أتى المقبرة فقال:"السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنّا قد رأينا إخواننا". قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ فقال:"أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد". فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال:"أرأيت لو أن رجلاً له خيل غرٌّ محجلة بين ظهري خيل دُهْمٍ بُهْمٍ، ألا يعرف خيله؟"قالوا: بلى يا رسول الله. قال:"فإنهم يأتون غرّاً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن عن حوضي كما يذاد البعير الضال. أناديهم: ألا هلمّ، فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك، فأقوال: سُحقاً سًحقاً".
والحديث في سنن النسائي 1/ 79 (كتاب الطهارة، باب حلية الوضوء) ؛ سنن ابن ماجه 2/ 1439 - 1440 (كتاب الزهد، باب ذكر الحوض) ؛ الموطأ 1/ 28 - 29 (كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء) ؛ المسند (ط. المعارف) 15/ 152، 18/ 56 - 57 وجاء الحديث في"صحيح الجامع الصغير"6/ 107 وقال السيوطي إن الحديث في مسند أحمد عن أنس رضي الله عنه.