فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 363

وهكذا أزواجه وعليّ وفاطمة والحسن والحسين كلهم من أهل البيت، لكن عليّاً وفاطمة، والحسن والحسين أخص بذكل من أزواجه، ولهذا خصَّهم بالدعاء.

وقد تنازع الناس في آل محمد: من هم؟ فقيل: هم أمته. وهذا قول طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهم.

وقيل: المتقون من أمته. ورووا حديثاً:"آل محمد كل مؤمن تقيّ"رواه الخلال وتمام في"الفوائد"له، وقد احتج به طائفة من أصحاب أحمد وغيرهم، وهو حديث موضوع [1] وبنى على ذلك طائفة من الصوفية أن آل محمد هم خواصّ الأولياء كما ذكر الحكيم الترمذي.

والصحيح أن آل محمد هم أهل بيته، وهذا هو المنقول عن الشافعي وأحمد، وهو اختيار الشريف أبي جعفر وغيرهم. لكن هل أزواجه من أهل بيته؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد: أحدهما: أنهن لسن من أهل البيت. ويروى هذا عن زيد بن أرقم. والثاني: - وهو الصحيح - أن أزواجه من آله.

فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه علّمهم الصلاة عليه:"اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته" [2] .

ولأن امرأة إبراهيم من آله وأهل بيته، وامرأة لوط من آله وأهل بيته، بدلالة القرآن. فكيف لا يكون أزواج محمد من آله وأهل بيته؟.

ولأن هذه الآية تدلّ على أنهن من أهل بيته، وإلا لم يكن لذكر ذلك في الكلام معنى.

وأما الأتقياء من أمته فهم أولياؤه. كما ثبت في الصحيح أنه قال:"إن آل بني فلان ليسوا"

(1) ذكر الحديث السيوطي في"الجامع الصغير"بلفظ:"آل محمد كل تقي"وقال:"طس (الطبراني في الأوسط) عن أنس"وقال الألباني عنه في"ضعيف الجامع الصغير وزيادته":"ضعيف جداً".

(2) الحديث عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه في: البخاري 4/ 146 (كتاب الأنبياء، باب حدثنا موسى بن إسماعيل .. ) ونصه: أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:"قولوا: اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد".

والحديث في مسلم 1/ 306 (كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعد التشهد) ، الموطأ 1/ 165 (كتاب قصر الصلاة في السفر، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم) ، سنن النسائي 3/ 42 (كتاب السهر، باب كيف الصلاة على النبي ... نوع آخر) ، سنن ابن ماجه 1/ 293 (كتاب إقامة الصلاة، باب الصلاة على النبي) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام