موسى الأشعري وأصحابه، والحبشة الذين قدموا مع جعفر في السفينة، وازدادوا أيضاً بمن كان معهم من أهل خيبر، فلم يرو هذا أحد من هؤلاء، وهذا مما يوجب القطع بأن هذا من الكذب المختلق.
والطعن في فضيل ومن بعده إذا تيقّن بأنهم رووه، وإلا ففي إيصاله إليهم نظر، فإن الراوي الأول من فُضيل: الحسين بن الحسن الأشقر الكوفي [1] . قال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال الأزدي: ضعيف. وقال السعدي: حسين الأشقر غالٍ من الشاتمين للخِيرة. وقال ابن عدي: روى حديثاً منكراً، والبلاء عندي منه، وكان جماعة من ضعفاء الكوفة يحيلون ما يروون عنه من الحديث فيه [2] .
وأما الطريق الثالث ففيه عمّار بن مطر، عن فضيل بن مرزوق. قال العُقيلي: يحدّث عن الثقات بالمناكير، وقال الرازي: كان يكذب، أحاديثه بواطل. وقال ابن عدي: متروك الحديث [3] .
والطريق الأول من حديث عبيد الله بن موسى العبسي [4] ، وفي بعض طرقه عن
(1) ترجمته في: ميزان الاعتدال 1/ 531 - 532، تهذيب التهذيب 2/ 335 - 337. واسمه الكامل الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي. قال ابن حجر:"قال البخاري: فيه نظر، وقال مرة: عنده مناكير".
(2) في ميزان الاعتداء 1/ 531:"وقال ابن عدي: جماعة من الضعفاء يحيلون بالروايات على حسين الأشقر، على أن في حديثه بعض ما فيه. وذكر له مناكير، قال في أحدهما: البلاء عندي من الأشقر".
(3) انظر ترجمة عمّار بن مطر ويكنى أبا عثمان الرهاوي في: ميزان الاعتدال 3/ 169 - 170، لسان الميزان 4/ 275 - 276. وقال ابن حجر بعد أن أورد حديث رد الشمس عن طريقه:"وقد روى ابن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال:"لن ترد الشمس إلا على يوشع بن نون". وقال الذهبي - ونقل عنه ابن حجر - عن عمّار بن مطر:"هالك وثقه بعضهم، ومنهم من وصفه بالحفظ". وقال الذهبي:"قال ابن حبان: كان يسرق الحديث، وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بمناكير"."
وذكر أبو حاتم الرازي في"الجرح والتعديل"م 3 ق 1 ص 394 - ونقل كلامه الذهبي وابن حجر:"كان يكذب".
(4) هو عبد الله بن موسى بن أبي المختار، واسمه باذام العبسي. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 50 - 53 وفيه:"وقال ابن سعد: مات في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ومائتين ... وقال الحاكم: سمعت قاسم بن قاسم السياري سمعت أبا مسلم البغدادي الحافظ يقول: عبيد الله بن موسى من المتروكين، تركه أحمد لتشيعه ... وقال ابن قانع: كوفي صالح يتشيع، وقال الساجي: كان يفرط في التشيع". وقال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 16:"... وقال أبو داود: كان شيعياً متحرقاً".