على عبيد الله بن موسى عنه" [1] ."
قلت: والمعروف أن سعيد بن مسعود رواه عن عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء. ورواه محمد بن مرزوق، عن حسين الأشقر، عن عليّ بن عاصم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار [2] ، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة بنت عليّ، عن أسماء، كما سيأتي ذكره. قال أبو الفرج [3] :"وقد روى هذا الحديث ابن شاهين، حدثنا [4] أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا [5] عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي، عن عروة بن عبد الله بن قشير قال: دخلت على فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب فحدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب. وذكر حديث رجوع الشمس. قال أبو الفرج [6] :"وهذا حديث باطل. أما عبد الرحمن بن شريك، فقال أبو حاتم [7] : هو واهي الحديث. قال: وأنا لا أتهم بهذا الحديث إلا ابن عقدة [8] ، فإنه كان رافضياً يحدّث بمثالب الصحابة""قال أبو أحمد بن عدي الحافظ سمعت أبا بكر بن أبي طالب [9] يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، كان يحمل شيوخاً [10] بالكوفة على الكذب، يسوّي لهم نسخاً، ويأمرهم أن يرووها، وقد بيّنّا ذلك منه في غير نسخة [11] ، *وسئل عنه الدارقطني فقال: رجل سوء. قال أبو الفرج: وقد رواه ابن مردويه من حديث داود بن فراهيج عن أبي هريرة، قال: وداود ضعيف ضعّفه شعبة"* [12] ."
قلت: فليس في هؤلاء من يُحتج به فيما دون هذا.
وأما الثاني ببابل فلا ريب أن هذا كذب. وإنشاد الحميري لا حجة فيه، لأنه لم يشهد ذلك، والكذب قديم، فقد سمعه فنظمه وأهل الغلو في المدح والذم ينظمون ما لا تتحقق صحته، لا سيما والحميري معروف بالغلو [13] .
وقد أخرجا في الصحيحين عن أبي هريرة قال:"غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد مَلَك بُضع امرأة يريد أن يبني بها ولما يبن، ولا رجل قد بنى بيتاً ولم يرفع سقفه، ولا رجل اشترى غنماً - أو خلفات - وهو ينتظر ولادها، قال: فغزوا، فدنا من القرية، حتى صلى العصر قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحُبست عليه حتى فتح الله عليه"الحديث [14] .
فإن قيل: فهذه الأمة أفضل من بني إسرائيل، فإذا كانت قد رُدّت ليوشع، فما المانع أن ترد لفضلاء هذه الأمة؟
فيقال: يوشع لم تُرد له الشمس، ولكن تأخر غروبها: طُوّل له النهار، وهذا قد لا يظهر للناس، فإن طول النهار وقصره لا يدرك ونحن إنما علمنا وقوفها ليوشع بخبر النبي
(1) هذه العبارات ساقطة من"الموضوعات".
(2) ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في: تهذيب التهذيب 6/ 206 - 207.
(3) الموضوعات 1/ 356.
(4) الموضوعات: قال: حدثنا.
(5) الموضوعات: قال: حدثنا.
(6) بعد كلامه السابق مباشرة.
(7) الموضوعات: أبو حاتم الرازي.
(8) الموضوعات: قال المصنف قلت وأما أنا فلا أتهم بهذا إلا ابن عقدة.
(9) هذه العبارات في"الموضوعات"1/ 357 بعد كلامه السابق بسبعة أسطر فيه: وقال ابن عدي سمعت أبا بكر بن أبي غالب.
(10) الموضوعات: لأنه كان يحمل شيوخنا ...
(11) الموضوعات: وقد تيقّنّا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة.
(12) الكلام بين النجمتين في"الموضوعات"ولكن اختلف ترتيبه واختلفت بعض ألفاظه. وهذا الحديث الموضوع في: تنزيه الشريعة 1/ 378 - 382؛ اللآلئ المصنوعة 1/ 336 - 338؛ الفوائد المجموعة، ص 350.
(13) أبو هاشم - أو أبو عامر - إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، شاعر رافضي ولد سنة 105 واختلف في وفاته، قيل: إنه توفي سنة 173 وقيل سنة 178 وقيل سنة 179. قال عنه ابن حجر:"كان رافضياً خبيثاً. قال الدارقطني: كان يسب السلف في شعره ويمدح عليّاً رضي الله عنه". وعده الشهرستاني من المختارية الكيسانية أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي القائلين بإمامة محمد بن الحنفية بعد علي رضي الله عنه. انظر ترجمته ومذهبه في: لسان الميزان 1/ 436 - 438؛ فوات الوفيات 1/ 32 - 36؛ البداية والنهاية 1 - /173 - 174؛ روضات الجنات، ص 29 - 31؛ الأعلام 1/ 320 - 321، الملل والنحل 1/ 133 - 134.
(14) الحديث - مع اختلاف الألفاظ - عن أبي هريرة رضي الله عنه في موضعين في: البخاري 4/ 86 (كتاب فرض الخمس، باب حدثنا أبو اليمان .. ) ، 7/ 12 (كتاب النكاح، باب من أحب البناء قبل الغزو) . وجاء في هذا الموضع مختصراً. والحديث أيضاً في: مسلم 3/ 1366 - 1367 (كتاب الجهاد والسير، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة) ؛ المسند (ط. المعارف) 16/ 102 - 103.