[غافر: 51] .
فالقتال الذي كان بأمر الله وأمر رسوله من المؤمنين للكفار والمرتدين والخوارج، كانوا فيه منصورين نصراً عظيماً إذا اتّقوا وصبروا، فإن التقوى والصبر من تحقيق الإيمان الذي علق به النصر.
وأيضاً فالدعاء الذي ذكره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم عقب التصدّق بالخاتم من أظهر الكذب. فمن المعلوم أن الصحابة أنفقوا في سبيل الله وقت الحاجة إليه، ما هو أعظم قدراً ونفعاً من إعطاء سائل خاتماً.
وفي الصحيحين عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:"ما نفعني مال كمال أبي بكر" [1] ،"إنّ أَمَنَّ الناس عليَّ في صحبته وذات يده أبو بكر، ولو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً" [2] .
وقد تصدق عثمان بألف بعير في سبيل الله في غزوة العسرة، حتى قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:"ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم" [3] .
(1) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: سنن ابن ماجه 1/ 36 (المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه) ونصه:"ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر"قال: فبكى أبو بكر وقال: يا رسول الله: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟"."
والحديث في المسند (ط. المعارف) 13/ 183 وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله الحديث وخالف تضعيف البوصيري له في زوائده، وصححه الألباني أيضاً في صحيح الجامع الصغير (5/ 190) . الحديث أيضاً في المسند (ط. المعارف) 16/ 320 - 321 مطولاً.
(2) الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في: البخاري 1/ 96 (كتاب الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد) وأوله: خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال:"إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده .... الحديث."
وهو في: البخاري 5/ 4 (كتاب فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب مناقب المهاجرين، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر) ، مسلم 4/ 1854 - 1855 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر .. ) ، سنن الترمذي 5/ 278 (كتاب المناقب: باب مناقب أبي بكر الصديق) والحديث فيه عن عائشة. وقال الترمذي"وفي الباب عن أبي سعيد". المسند (ط. الحلبي) 3/ 18 وفي فتح الباري (7/ 14) .
والخوخة طاقة في الجدار تفتح لأجل الضوء ولا يشترط علوها، وحيث تكون سفلى يمكن الاستطراق منها لاستقراب الوصول إلى مكان مطلوب.
(3) الحدث - مع اختلاف في الألفاظ - عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه في: سنن الترمذي 5/ 289 (كتاب المناقب، باب مناقب عثمان بن عفان) وأوله: جاء عثمان إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بألف دينار. الحديث وفيه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:"ما ضر عثمان ما عَمِلَ بعد اليوم"مرتين. قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". والحديث في: المسند (ط. الحلبي) 5/ 63.
وجاء حديث آخر في: سنن الترمذي 5/ 288 - 289 (الباب والكتاب السابقان) عن عبد الرحمن بن خباب وفيه أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم حث جيش العمرة على العطاء فقال عثمان: يا رسول الله عليّ مائة بعير .. ثم قدم عثمان مائتي بعير ثم ثلاثمائة بعير فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:"ما على عثمان ما عَمِل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه". قال الترمذي:"هذا حديث غريب من هذا الوجه"رجاء هذا الحديث مرتين في كتاب"فضائل الصحابة"1/ 504، 505 (حديث رقم 822، 823) وقال المحقق عن كل من الحديثين:"إسناده ضعيف".
قال أبو عبد الرحمن: تطوع عثمان رضي الله عنه لجيش العسرة ثابت من عدة طرق، وقد ذكرتها في مقدمة الجزء الرابع من"سلسلة شبهات حول الصحابة والرد عليها"الخاص بذي النورين رضي الله عنه. وإن شئت الوقوف على الكتب التي ذكرت هذه الروايات، انظر: موسوعة أطراف الحديث النبوي لأبي هاجر محمد السعيد (9/ 161 و 172) .