فهرس الكتاب
الصفحة 195 من 363

ومن حديث عائشة وقال فيه:"قام على الصفا" [1] .

وقال في حديث قبيصة:"انطلق إلى رضمة من جبل، فعلا أعلاها حجراً، ثم نادى: يا بني عبد مناف إني لكم نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق بربأ أهله، فخشي أن يسبقوه، فجعل يهتف: يا صباحاه" [2] .

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس قال:"لما نزلت هذه الآية خرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى صعد الصفا، فهتف: "يا صباحاه" فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه، فجعل ينادي: "يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب" وفي رواية: "يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني فلان" لبطون قريش فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً ينظر ما هو، فاجتمعوا فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل، أكنتم مصدّقي"؟ قالوا: ما جربنا عليك كذباً. قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" قال: فقال أبو لهب: تبّاً لك أما جمعتنا إلا لهذا؟ فقام فنزلت هذه السورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] [3] ."

وفي رواية:""أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبّحكم ويمسّيكم أكنتم تصدّقوني"؟ قالوا: بلى" [4] .

فإن قيل: فهذا الحديث قد ذكره طائفة من المفسرين والمصنِّفين في الفضائل، كالثعلبي والبغوي وأمثالهما والمغازلي.

(1) الحديث في: مسلم 1/ 192 (الموضع السابق) حديث رقم 350.

(2) الحديث هو حديث ابن المخارق وزهير بن عمرو السابق، وابن المخارق هو قبيصة بن المخارق. والرضمة: حجارة مجتمعة ليست بثابتة في الأرض كأنها منثورة، وعبارة"فعلا أعلاها حجراً": أي فرقي في أرفعها، وكلمة"يربأ"على وزن يقرأ: معناه: يحفظهم ويتطلع لهم، ويقال لفاعل ذلك؛ ربيئة. وكلمة"واصباحاه"هي كلمة يعتادونها عند وقوع أمر عظيم، فيقولونها ليجتمعوا ويتأهبوا له.

(3) الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما - مع اختلاف في الألفاظ - في: البخاري 6/ 111 (كتاب التفسير، سورة الشعراء) ، 6/ 122 (كتاب التفسير، سورة سبأ) ، 6/ 179 - 180 (كتاب التفسير، سورة تبت يدا أبي لهب وتب) ، مسلم 1/ 193 - 194 (كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ، سنن الترمذي 5/ 121(كتاب التفسير، ومن سورة تبت) ، المسند (ط. المعارف) 4/ 186، 286.

(4) هذه الرواية جزء من حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في: البخاري 6/ 122 (كتاب التفسير، سورة سبأ) ، 6/ 180 (كتاب التفسير، سورة تبت يدا أبي لهب وتب) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام