فهرس الكتاب
الصفحة 193 من 363

اثنان: عتبة ومغيث، وشهد الطائف وحنيناً، وعتبة دعا عليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يأكله الكلب، فقتله السبع بالزرقاء من الشام كفراً [1] .

فهؤلاء بنو عبد المطلب لا يبلغون عشرين رجلاً، فأين الأربعون؟!

الخامس: قوله:"إن الرجل منهم كان يأكل الجذعة ويشرب الفَرَق من اللبن"فكذب على القوم، ليس بنو هاشم معروفين بمثل هذه الكثرة في الأكل، ولا عُرف فيهم من كان يأكل جذعة ولا يشرب فرقاً.

السادس: أن قوله للجماعة:"من يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به يكن أخي ووزيري ووصي وخليفتي من بعدي"كلام مفترى على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، لا يجوز نسبته إليه، فإن جرد الإجابة إلى الشهادتين والمعاونة على ذلك لا يوجب هذا كله، فإن جميع المؤمنين أجابوا إلى هاتين الكلمتين، وأعانوا على هذا الأمر، وبذلوا أنفسهم وأموالهم في إقامته وطاعته، وفارقوا أوطانهم، وعادوا إخوانهم، وصبروا على الشتات بعد الألفة، وعلى الذل بعد العز، وعلى الفقر بعد الغنى، وعلى الشدة بعد الرخاء، وسيرتهم معروفة مشهورة، ومع هذا فلم يكن أحد منهم بذلك خليفة له.

وأيضاً فإن كان عرض هذا الأمر على أربعين رجلاً أمكن أن يجيبوه - أو أكثرهم أو عدد منهم - فول أجابه منهم عدد من كان الذي يكن الخليفة بعده؟ أيعيّن واحداً بلا موجب؟ أم يجعل الجميع خلفاء في وقت واحد؟ وذلك أنه لم يعلق الوصية والخلافة، والأخوة والمؤازرة، إلا بأمر سهل، وهو الإجابة إلى الشهادتين، والمعاونة على هذا الأمر. وما من مؤمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر إلى يوم القيامة، إلا وله من هذا نصيب وافر، ومن لم يكن له من ذلك

(1) جاء هذا الخبر في كتاب"الفصول في اختصار سيرة الرسول"لابن كثير، تحقيق الأستاذين محمد العيد الخطراوي، ومحيي الدين مستو، ص 207، ط. بيروت، 1399 - 1400 ونصه:"دعا علي ابن أبي لهب، فسلّط اله عليه السَّبُع بالشام وفق دعائه عليه السلام"وعلق المحققان:"ابن أبي لهب: هو عتبة (كذا) بن العزى (أبو لهب) ، والحديث رواه الحاكم وابن إسحاق من طرق صحيحة مسنده. انظر نسيم الرياض شرح كتاب الشفاء 3/ 126". ولم أجد الحديث في سيرة ابن هشام وهو في المستدرك للحاكم 2/ 539 في تفسير سورة أبي لهب ونصه:"كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "اللهم سلّط عليه كلبك" فخرج في قافلة يريد الشام، فنزل منزلاً فقال: إني أخاف دعوة محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قالوا: ك. فحطوا متاعهم حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء الأسد، فانتزعه، فذهب به. قال الحاكم:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"ووافقه الذهبي."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام