فهرس الكتاب
الصفحة 133 من 363

وأما أئمة التفسير، فروى الطبري [1] عن المثنى، حدثنا عبد الله بن هاشم [2] ، حدثنا سيف بن عمر، عن أبي روق، عن الضّحَّاك، عن أبي أيوب، عن عليّ في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ} [المائدة: 54] قال: عَلِمَ الله المؤمنين، ووقع معنى السوء على الحشو الذي فيهم من المنافقين ومن في علمه أن يرتدوا، فقال: {مَن يَرْتَدَّ [3] مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} : المرتدَّة في دورهم، {بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} بأبي بكر وأصحابه رضي الله عنهم"."

وذكر بإسناده هذا القول عن قتادة والحسن والضّحّاك وابن جريج [4] ، وذكر عن قوم أنهم الأنصار [5] ، وعن آخرين أنهم أهل اليمن [6] ، ورجح هذا الآخر أنهم رهط أبي موسى [7] ، قال [8] :"ولولا صحة الخبر بذلك عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ما كان القول عندي في ذلك إلا قول من قال: هم أبو بكر وأصحابه" [9] قال:"ولما ارتد المرتدون جاء الله بهؤلاء على عهد عمر رضي الله عنه [10] ."

الثاني: أن هذا قول بلا حجة، فلا يجب قبوله.

الثالث: أن هذا معارَض بما هو أشهر منه وأظهر، وهو أنها نزلت في أبي بكر وأصحابه، الذين قاتلوا معه أهل الردة. وهذا هو المعروف عند الناس كما تقدم. لكن هؤلاء الكذّابون أرادوا أن يجعلوا الفضائل التي جاءت في أبي بكر يجعلونها لعليّ، وهذا من المكر السيئ الذي لا يحيق إلا بأهله.

(1) في تفسيره (ط. المعارف) 10/ 413 - 414.

(2) الطبري: المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن هشام.

(3) تفسير الطبري: قال: يا أيها الذين آمنوا من يرتد ...

(4) انظر: تفسير الطبري (10/ 411 - 413) .

(5) انظر: تفسير الطبري (10/ 417 - 418) .

(6) انظر: تفسير الطبري (10/ 416 - 417) .

(7) انظر: تفسير الطبري (10/ 419) .

(8) انظر: تفسير الطبري (10/ 419) .

(9) تفسير الطبري (10/ 419) :"ولولا الخبر الذي رُوي في ذلك عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالخبر الذي روى عنه ما كان القول عندي في ذلك إلا قول من قال: هم أبو بكر وأصحابه".

(10) تفسير الطبري (10/ 420) :"قيل له: إن الله تعالى ذكره لم يعد المؤمنين أن يبدلهم بالمرتدين منهم يومئذ خيراً من المرتدين لقتال المرتدين، وإنما أخبر أنه سيأتيهم بخير منهم بدلاً منهم، فقد فعل ذلك بهم قريباً غير بعيد، فجاء بهم على عهد عمر ..".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام