أجمع أهل السنة على إثبات عذاب القبر ونعيمه، واستدلوا على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة منها: قوله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) } (1) ، وقوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) } (2) .
ومن السنة: قوله - صلى الله عليه وسلم - عندما مر على قبرين:"إنهما ليعذبان وما يعذبان بكبير" (3) وقوله - صلى الله عليه وسلم:"إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه" (4) والأحاديث الدالة عليه كثيرة.
قال شارح الطحاوية:"قد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلًا وسؤال الملكين فيجب اعتقاد ثبوت ذلك، والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار" (5) .
(1) سورة غافر، الآية: 45، 46.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(3) رواه البخاري في كتاب الجنائز، باب عذاب القبر من الغيبة والبول ح 1378 (3/ 286) ، ومسلم في كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ح 292 (3/ 204) .
(4) رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار، وإثبات عذاب القبر ح 2867 (17/ 207) .
(5) شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (2/ 578) .