المنيبين" (1) ."
وكذلك المازري صرف هذا النص عن ظاهره فلم يثبت هذه الصفة حيث قال في شرحه للحديث:"الفرح يتصرف إلى معانٍ منها: أن يراد به السرور، ولكن السرور يقارنه الرضا بالمسرور به، فالمراد ههنا أن الله سبحانه يرضى (2) توبة العبد أشد مما يرضى الواجد لناقته بالفلاة، فعبَّر عن الرضا بالفرح تأكيدًا لمعنى الرضا في نفس السامع، ومبالغة في معنا" (3) .
"وتفسير الفرح بلازمه، وهو الرضى، وتفسير الرضى بإرادة الثواب فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم" (4) .
"فنحن نؤمن بأن الله تعالى له فرح كما أثبت ذلك أعلم الخلق به -صلى الله عليه وسلم-، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما نطق به -صلى الله عليه وسلم- ونقول المراد بالفرح: الفرح حقيقة مثلما أن المراد بالله عز وجل نفسه حقيقة، ولكننا لا نمثل صفاتنا بصفات الله أبدًا" (5) .
الضحك من صفات الله تعالى الفعلية الاختيارية التي وردت في السنة الصحيحة، لذا أثبتها أهل السنة والجماعة صفة لله تعالى على
(1) شرح العقيدة الواسطية ص (166) .
(2) وهو يأول الرضا بإرادة الثواب أيضًا.
(3) المعلم (3/ 187) .
(4) شرح الواسطية للهراس ص (166) .
(5) شرح الواسطية للشيخ محمد بن عثيمين (2/ 20) .