فهرس الكتاب
الصفحة 525 من 823

لا يدعون إلى السجود، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة" (1) ."

قال الشوكاني:"وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيمًا ولا تشبيهًا فليس كمثله شيء" (2) .

من صفات الله تعالى الفعلية، قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (3) ، وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (4) ، وقال -صلى الله عليه وسلم-:"لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه" (5) ، وقد أجمع الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين ومن تبعهم ولم يخالف فيه إلَّا من هو متهم على الإسلام (6) ، أو مغرور بالتقليد لمن يحسن به الظن (7) . على أنَّ الاستواء من الصفات المعلومة بالسمع لا بالعقل، أما العلو فهو معلوم بالسمع والعقل (8) .

وقد بيَّن السلف أن الاستواء صفة ثابتة لله تعالى، وأنه استواء حقيقي يليق بجلاله وعظمته.

(1) الصواعق المرسلة لابن القيم (1/ 252، 253) .

(2) فتح القدير للشوكاني (5/ 278) .

(3) سورة طه، آية: 5.

(4) سورة يونس، آية: 3.

(5) الحديث ذكره الذهبي في"العلو"وقال: رواته ثقات العلوص (63) وقال ابن القيم: اسناده صحيح على شرط البخاري اجتماع الجيوش ص (54) .

(6) قال شيخ الإسلام: القول"بأن الله تعالى ليس فوق العرش"أول من ابتدعه في الإسلام الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وشيعتهما وهم عند الأمة من شرار أهل الأهواء. نقض أساس التقديس (1/ 127) .

(7) انظر: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (1/ 401) .

(8) انظر: الفتاوى لابن تيمية (5/ 227) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام