يدان حقيقيتان، تليقان به سبحانه وتعالى.
جاءت النصوص من الكتاب والسنة بوصف يد الله سبحانه وتعالى بأنها يمين. قال تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (1) ، وقال - صلى الله عليه وسلم:"يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة" (2) ، وقال - صلى الله عليه وسلم:"يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" (3) ، وقال - صلى الله عليه وسلم:"ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلَّا الطيب إلَّا أخذها الرحمن بيمينه" (4) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم:"إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين" (5) .
فإطلاق اليمين على يد الله تعالى بإجماع السلف لهذه النصوص الكثيرة الصريحة بإثباتها ولا يلتفت لمن خالف هذا ممن حاد عن مذهب السلف فعطل صفات الله تعالى.
والقرطبي والمازري، كما أوَّلا صفة اليد، فكذلك صرفا ما جاء في
(1) سورة الزمر، آية: 67.
(2) رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب"وكان عرشه على الماء، وهو رب العرش العظيم"ح (7419) (13/ 415) ومسلم في كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة ح (993) (7/ 84) .
(3) رواه البخاري في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى"ملك الناس"ح (7382) (13/ 379) ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار ح (2787) (17/ 137) .
(4) رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ح (7430) (13/ 426) ومسلم في كتاب الزكاة باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها ح (1014) (7/ 102) .
(5) سبق تخريجه ص (527) .