فهرس الكتاب
الصفحة 769 من 823

النفخ في الصور هو المؤذن بقيام الساعة وعنه ينشأ الصعق والبعث، وقد عرف القرطبي الصور، فقال: الصور قيل: إنه جمع صورة. والصحيح ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال"الصور قرن ينفخ فيه" (1) .

وأمَّا الصعق الذي ينشأ عن النفخ في الصور فقال القرطبي في تعريفه:"أصل الصعق والصعقة: الصوت الشديد المنكر كصوت الرعد وصوت الحمار، وقد يكون معه موت لشدته، وهو المراد بقوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (2) وقد تكون معه غشية، وهو المراد بقوله تعالى: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} (3) فإن كان معه نار فهو الصاعقة" (4) .

اختلف العلماء في عدد النفخات فقيل: ينفخ في الصور نفختان وقيل: ثلاث نفخات وقيل: أربع.

ومفهوم كلام القرطبي ميله إلى أنه ينفخ في الصور نفختان حيث قال: اختلف في عدد النفخات فقيل: ثلاثة: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث، وقيل: هما نفختان: نفخة الفزع، هي نفخة

(1) رواه أحمد في مسنده (2/ 126) ، والترمذي في أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في الصور وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 68) حديث 1080.

(2) سورة الزمر، الآية 1: 68.

(3) سورة الأعراف، الآية: 143.

(4) المفهم (6/ 232) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام