فهرس الكتاب
الصفحة 673 من 823

وعند شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل:"إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم" (1) . قال: يعني: شياطين الإنس من الآباء والمعلمين بتعليمهم وتدريبهم وشياطين الجن بوساوسهم" (2) ."

بين الله سبحانه وتعالى أن الجن خلقوا من مارج من نار، قال تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) } (3) .

قال القرطبي:"أي: من شواظ ذي لهب واتقاد ودخان فكانوا شرًّا محضًا والخير فيهم قليل" (4) . والجن لهم قدرة على التشكل بالصور المختلفة إذا أقدرهم الله تعالى على ذلك.

قال القرطبي:"أوجد الله تعالى الجن على صور تخصهم ثم مكنهم من التشكل في صور مختلفة فيتمثلون في أي صورة شاؤوا أو شاء الله" (5) .

وقال أيضًا:"تتمثل الملائكة والجن في الصور المختلفة ولهم في أنفسهم صورٌ خلقهم الله تعالى عليها، والإيمان بذلك كله واجب لما دلَّ عليه من السمع الصادق" (6) .

وبين أن رؤية الناس للجن ممكنة، وأما قوله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ

(1) سبق تخريجه ص (201) .

(2) المفهم (6/ 712) .

(3) سورة الرحمن، الآية: 15.

(4) المفهم (7/ 315) .

(5) المفهم (2/ 150) .

(6) المفهم (6/ 359) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام