قال - صلى الله عليه وسلم:"إن أخنع اسمٍ عند الله رجل يسمى ملك الأملاك، لا مالك إلَّا الله" (1) .
فالذي تسمى بهذا الاسم قد تعدى على مقام الربوبية، إذ الله سبحانه هو ملك الأملاك، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم:"لا مالك إلَّا الله". فالذي تسمى ملك الأملاك أو ملك الملوك، قد بلغ الغاية من الكفر والكذب (2) .
قال القرطبي:"المسمى بهذا الاسم قد انتهى من الكبر إلى الغاية التي لا تنبغي لمخلوق وأنه قد تعاطى ما هو خاص بالإله الحق إذ لا يصدق هذا الاسم بالحقيقة إلَّا على الله تعالى فعوقب على ذلك من الإذلال والإخساس والاسترذال بما لم يعاقب به أحد من المخلوقين" (3) .
قل ابن القيم:"لما كان الملك الحق لله وحده، ولا ملك على الحقيقة سواه، كان أخنع اسم وأوضعه عنده وأغضبه له اسم"شاهان شاه"أي ملك الملوك، وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله فتسميته بهذا من أبطل الباطل" (4) .
من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر، والعبد مأمور عند
(1) رواه البخاري في كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله ح (6206) (10/ 604) ومسلم في كتاب الآداب باب تحريم التسمي بملك الأملاك وبملك الملوك ح (2143) (14/ 368) .
(2) تيسير العزيز الحميد ص (612) .
(3) المفهم (5/ 455) .
(4) زاد المعاد (2/ 340) .