فهرس الكتاب
الصفحة 339 من 823

وبيان أصل نشأتهم، وسبب ضلالتهم، والخلاف في تكفيرهم. يتبين هذا من خلال النقاط التالية:

قال القرطبي:"سموا: المارقة، والخوارج، لأنهم مرقوا من الدين، وخرجوا على خيار المسلمين" (1) .

"والحرورية: الخوارج سموا بذلك، لأنهم خرجوامن حروراء وهي حرة معروفة بالعراق" (2) .

قال القرطبي:"خرجت الخوارج فكفروه - أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وكل من معه وقالوا: حكمت الرجال في دين الله، والله تعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (3) ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء، وقطعوا السبيل" (4) .

وقال أيضًا:"لما حكموا بكفر من خرجوا عليه من المسلمين استباحوا دماءهم وتركوا أهل الذمة وقالوا: نفي لهم بذمتهم، وعدلوا عن قتال المشركين، واشتغلوا بقتال المسلمين عن قتال المشركين، وهذا كله من آثار عبادات الجهال الذين لم يشرح الله صدورهم بنور العلم، ولم يتمسكوا بحبل وثيق، ولا صحبهم في حالهم ذلك توفيق ... ويكفي من جهلهم وغلوهم في بدعتهم حكمهم بتكفير من شهد له رسول الله بصحة إيمانه، وبأنه من أهل الجنة كعلي وغيره من صحابة رسول الله"

(1) المفهم (3/ 109) .

(2) المفهم (3/ 111) .

(3) الأنعام، الآية: 57.

(4) المفهم (6/ 270) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام