قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) } (1) ، وقال - صلى الله عليه وسلم:"يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت" (2) .
قال الحافظ ابن حجر:"أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة، وأنكرت المعتزلة الميزان، وقالوا: هو عبارة عن العدل، فخالفوا الكتاب والسنة؛ لأن الله أخبر أنه يضع الموازين لوزن الأعمال ليرى العباد أعمالهم ممثلة ليكونوا على أنفسهم شاهدين" (3) .
وقد قال بعض أهل السنة أن الميزان بمعنى العدل والقضاء (4) .
والصحيح ما عليه جمهور أهل السنة وهو الذي ذهب إليه القرطبي.
اختلف أهل العلم في الذي يوزن في الميزان هل هو الأعمال أم
(1) سورة الأنبياء، الآية: 47.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الأهوال، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 619) حديث 941.
(3) فتح الباري (13/ 548) ، وقد نقله عن الزجاج.
(4) انظر: تفسير الطبري (9/ 33) ، وتفسير القرطبي (11/ 194) ، وزاد المسير لابن الجوزي (3/ 130) .