فهرس الكتاب
الصفحة 145 من 823

المطلب الأول: تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر:

ذهب جمهور العلماء من السلف والخلف إلى أن الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر، كما وردت بذلك النصوص من الكتاب والسنة.

فمن الكتاب: قوله تعالى:

- {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) } (1) .

-وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} (2) .

ومن السنة:

-قوله - صلى الله عليه وسلم:"الصلواتُ الخمسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعة، ورمضان إلى رمضان، مُكفراتٌ ما بينهُنَّ إذا اجْتنبت الكبائِرُ" (3) .

-وقوله - صلى الله عليه وسلم:"إن من أكبر الكبائر أن يَلْعَن الرجُلُ والديه. قالوا: يارسول الله وكيف يلعنُ الرجُلُ والديه؛ قال: يَسُبُّ الرجلُ أبا الرجلِ فيسب أباهُ ويسُب أمَّهُ فيسُب أمَّهُ" (4) .

والأحاديث في هذا كثيرة.

وشذت طائفة فقالت: إن جميع الذنوب كبائر، وليس فيها صغائر منهم أبو إسحاق الإسفرايني (5) ، والجويني والقشيري (6) ، والباقلاني،

(1) سورة النساء، الآية: 31.

(2) سورة النجم، الآية: 32.

(3) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة باب الصلوات الخمس ح (233) ، (3/ 1109) .

(4) أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب لا يسب الرجل والديه ح / 5973، (10/ 417) ، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها ح/ 87، (2/ 441) .

(5) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني المعروف بالأستاذ فقيه شافعي متكلم أشعري توفي سنة (418 هـ) . سير أعلام النبلاء (17/ 353) ، البداية والنهاية (12/ 26) .

(6) هو القاسم بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك الخراساني القشيري الصوفي الأشعري له كتاب"شرح الأسماء الحسنى"توفي سنة (465 هـ) . طبقات المفسرين للأدنه وي ص =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام