قال القرطبي:"الحشر: الجمع، ومنه قوله تعالى: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} (1) " (2) .
وقد جاء في الحشر قوله - صلى الله عليه وسلم:"يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين" (3) .
وقد اختلف العلماء في هذا الحديث، فمنهم من حمله على الحشر في الدنيا، ومنهم من حمله على الحشر في الآخرة، وقد ذهب القرطبي إلى القول الأول (4) .
والحديث الذي اتفق العلماء على وروده في الحشر هو قوله - صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس إنبهم تحشرون إلى الله حفاة غرلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) } (5) ألا وإن أول الناس يكسى يوم القيامة إبراهيم" (6) .
قال القرطبي:"قوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} أي: يعيده"
(1) سورة الكهف، الآية: 47.
(2) المفهم (7/ 152) .
(3) سبق تخريجه ص (794) .
(4) انظر: المفهم (7/ 153) .
(5) سورة الأنبياء، الآية: 104.
(6) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) } ح 4625 (8/ 135) ، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ح 2860 (17/ 200) .