فهرس الكتاب
الصفحة 671 من 823

شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) (1) وأما هذا العدد المحصور للملائكة فكأنه عدد برؤسائهم وأما جملتهم فالعبارة عنها ما قال الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} (2) " (3) "

وقال في تفسير سورة العلق:"قوله: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) } (4) أي: لتعذيبه وهم خزنة النار الموكلون بتعذيب الكفار وهم الملائكة الذين قال الله فيهم: {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (5) وسموا زبانية من الزبن وهو الدفع لشدة دفعهم وبطشهم" (6) .

المطلب الثاني: الإيمان بالجن:

الإيمان بوجود الجن من الإيمان بالنبوات؛ لأن هذا إنما جاء من علم الغيب الذي جاء به الرسل عليهم السلام. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) } (7) ، وسميت سورة من سور القرآن الكريم باسمهم. قال شيخ الإسلام:"لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، ولا في أن الله أرسل محمدًا - صلى الله عليه وسلم - إليهم، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن ... لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواترًا معلومًا بالاضطرار" (8) .

(1) سورة التحريم، الآية: 6.

(2) سورة المدثر، الآية: 31.

(3) المفهم (7/ 187) .

(4) سورة العلق، الآية: 18.

(5) سورة التحريم، الآية: 6.

(6) المفهم (7/ 435) .

(7) سورة الذاريات، الآية: 56.

(8) الفتاوى لابن تيمية (19/ 10) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام