فهرس الكتاب
الصفحة 745 من 823

رضي الله عنه ومن وافقه قال:"الذي حمل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على إنكار ما ذهبنا إليه قوله تعالي: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} (1) وقوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} (2) ولذلك قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ وهذا لا دليل فيه على نفي ما قاله ذلك القائل؛ لأن حديث أبي سعيد إنما دل على أن ذلك الدخان يكون من أشراط الساعة قبل أن تقوم القيامة، في جوف انكشافه كما تنكشف فتن الدجال ويأجوج ومأجوج، وأمَّا الذي لا ينكشف فعذاب الكافر بعد الموت فلا معارضة بين الآية والحديث (3) ."

وجمع من العلماء ذهب إلى الجمع بين هذه النصوص بأنهما دخانان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى، وهي التي ستقع في آخر الزمان، فأما التي ظهرت فهي ما كانت تراه قريش كهيئة الدخان، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من أشراط الساعة (4) .

7 -طلوع الشمس من مغربها:

قال تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) } (5) ، وجاءت الأحاديث الصحيحة موضحة بأن المراد ببعض الآيات المذكورة في هذه الآية هي

(1) سورة الدخان، الآية: 12.

(2) سورة الدخان، الآية: 15.

(3) المفهم (7/ 396) .

(4) أشراط الساعة للوابل ص (387) ، وانظر: تفسير الطبري (11/ 228) ، إتحاف الجماعة للتويجري (3/ 188) .

(5) سورة الأنعام، الآية: 158.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام