حدوثه" (1) ."
وقال:"كل موجود ممكن محدث، وهو لا يخلو عن الحوادث، وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث" (2) .
وقال في نفي استواء الله على عرشه بالشبه العقلية:"ومما يعلم استحالته كون العرش حاملًا لله تعالى، وأن الله مستقر عليه كاستقرار الأجسام، إذ لو كان مجمولًا لكان محتاجًا فقيرًا لما يحمله (3) ، وذلك ينافي وصف الإلهية إذ أخص أوصاف الإله الاستغناء المطلق" (4) .
وقال المازري:"الصورة تفيد التركيب، وكل مركب محدث، والباري سبحانه ليس بمحدث، فليس بمركب وما ليس بمركب فليس بمصور" (5) إلى غير ذلك من الشبه العقلية التي جعلوها حجة لصرف النصوص عن المراد بها، وللقدح في مذهب السلف الصالح في الإثبات وأهل السنة لا يوافقونهم على هذه الألفاظ، ولا يجعلون الطعن عليهم فيها سببًا لعدم قولهم الحق، أو التردد فيه. {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} (6) .
1 -التركيب:
ادَّعى الأشاعرة ومن على منهجهم أن إثبات الصفات الخبرية
(1) المفهم (1/ 411) .
(2) المفهم (6/ 670) .
(3) أهل السنة مع إثباتهم لاستواء الله على عرشه لا يسلمون بهذه اللوازم وينكرون احتياج الله تعالى لخلقه ويثبتون استغناءه التام، وسيأتي الرد عليه عند التفصيل في هذه الصفة ص (447) .
(4) المفهم (6/ 670) .
(5) المعلم (3/ 169) .
(6) سورة الرعد، آية: 17.