قال القرطبي:"الميت ترد عليه روحه ويسمع حس من هو على قبره، وكلامهم، والملائكة تسأله في ذلك الوقت، وهذا كله إنما قاله عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن مثله لا يدرك إلَّا من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى هذا فينبغي أن يرشد الميت في قبره حين وضعه فيه إلى جواب السؤال، ويذكر بذلك، فيقال له: قل: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد رسولي، فإنه عن ذلك يسأل كما جاءت به الأحاديث، وقد جرى العمل عندنا بقرطبة كذلك" (1) .
وقد ذهب إلى هذا القول بعض العلماء، منهم: الشنقيطي في أضواء البيان (2) .
وهذا فيه نظر لأنه لم يرد دليل صحيح صريح في المسألة والأصل فيها التوقف حتى يأتي دليل، وقد أرشد - صلى الله عليه وسلم - عند دفن الميت إلى الاستغفار له وسؤال التثبيت ولم يثبت أنه عليه الصلاة والسلام لقَّن ميتًا أو أمر بذلك.
وقد سُئِلَ شيخ الإسلام عن هذا التلقين فقال:"هذا التلقين المذكور قد نقل عن طائفة من الصحابة أنهم أمروا به كأبي أُمامة الباهلي وغيره، وروي فيه حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لكنه مما لا يحكم بصحته، ولم يكن كثير من الصحابة يفعل ذلك" (3) .
(1) المفهم (1/ 332) .
(2) أضواء البيان (6/ 138) .
(3) الفتاوى (24/ 296) .