وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) (1) .
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا، قال: نزلت في عذاب القبر، فيقال: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فذلك قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ (2) } (3) ."
قال القرطبي:"أي يثبتهم في هذه الدار على التوحيد والإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يميتهم عليه، وفي الآخرة عند المساءلة في القبر كما فسرها النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله فهو المقصود، وإن كان من قول البراء، فهذا لا يقوله أحدًا بن قبل نفسه ورأيه، فهو محمول على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله وسكت البراء عن رفعه لعلم المخاطب بذلك، والله تعالى أعلم، وقد قيل عن البراء أنه قال: هما سؤال القبر وسؤال القيامة يعني: فيرشد المؤمن فيهما إلى الصواب ويصرف الكافر عن الجواب" (4) .
وذهب القرطبي - رحمه الله - إلى مشروعية تلقين الميت عند وضعه في قبره، وقد استدل بوصية عمرو بن العاص - رضي الله عنه - حيث قال:"فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها، حتى استأنس بكم، وانظر ماذا أراجع به رسل ربي" (5) .
(1) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(3) رواه البخاري في كتاب الجنائز باب ماجاء في عذاب القبرح (1369) (3/ 274) ورواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه ح (2871) (17/ 209) .
(4) المفهم (7/ 148) .
(5) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله ح 121 (2/ 496) .