فهرس الكتاب
الصفحة 244 من 275

صدقت أنت رسولي. و [لو] لم يجر شيء من هذه المقدمات، فخالف الملك ما كان معتادا منه، وقام وقعد، لم يدل ذلك منه على تصديق، لأنه [لم] يقع موافقا للدعوى متصلا به 1.

ومغزى هذا الفصل يرشد إلى وجه اشتراط تعلق المعجزة بالدعوى، ويبين أنها تدل من حيث تنزل منزلة التصديق بالقول، فكذلك إذا قال النبي: معاشر الأشهاد، عرفتم أن إحياء الموتى، وقلب العصا [حية] ، وفلق البحر، ليس مما ينال بحيلة أويتوصل إليه بفطنة ووسيلة، وإنما هومن فعل الإله المستأثر بالقدرة الأزلية، يا رب: إن كنت صادقا في دعوى النبوة فاقلب هذه العصا حية [وافلق البحر] ، فانقلبت [وانفلق] كما أراد، كان ذلك قطعا بمثابة قول الله تبارك وتعالى: صدقت، أنت رسولي. وهذا يتصل مدركه بضرورات العقول 2.

الزيادة من ط. في ط: مخالف الملك عادته.

الزيادة من ط. مغزى: ليست في ط.

في ط: تنزلت. في ط: وكذلك.

في أ: بأن. الزيادة من ط.

في ط: الإلهية. في ط: فيا.

الزيادة من ط. الزيادة من ط.

في ط: الله تعالى.

1)وهذا يتعلق بالشرط الثالث من شرائط شروط المعجزة، وهوأن تتعلق بتصديق دعوى من ظهرت على يده. وفي الإرشاد ص 213: «فإن من ادعى أنه رسول الملك وقال بمرأى منه ومسمع: إن كنت رسولك فقم واقعد ففعل الملك ذلك، كان ذلك بمثابة قوله: صدقت، ولولم يدع الرسول ذلك، بل ادعى الرسالة مطلقا، وقام الملك وقعد لما كان ذلك دالا على تصديقه، فلا بد من التحدي إذا» .

2)ومن شروط المعجزة كما ذكر الجويني في الإرشاد ص 314: «أن لا تتقدم المعجزة على الدعوى، فلوظهرت آية أولا وانقضت فقال قائل: أنا نبي والذي مضى كان معجزتي، فلا يكترث به، إذ لا تتعلق لما انقضى بدعواه» .

كذلك أجاز الجويني تأخير المعجزة عن دعوى النبوة، إذ قال ص 314: «إن تأخرت وطابقت الدعوى كانت آية، وذلك مثل أن يقول النبي: آية صدقي انخراق العادة بكذا وكذا وقت الصبح، فإذا وقع ذلك كما وعد، وكان خارقا للعادة، كان آية» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام